المناظرة - الصفحه 5

بُنَيَّ ؟ قالَ : كُنتُ مَيِّتاً فرَأيتُ رجُلَينِ مِن بَينِ يَدَي ربِّى السّاعَةَ ساجِدَينِ يَسألانِهِ أن يُحييَني فأحياني . قالَ : تَعرِفُهُما إذا رأيتَهُما ؟ قالَ: نَعَم ، قالَ : فاُخرِجَ النّاسُ جُملَةً إلَى الصّحراءِ فكانَ يَمُرُّ علَيهِ رجُلٌ رجُلٌ فيَقولُ لَهُ أبوهُ : اُنظُرْ، فيَقولُ : لا ، لا ، ثُمّ مَرُّوا علَيهِ بأحَدِهِما بعدَ جَمعٍ كَثيرٍ ، فقالَ : هذا أحَدُهُما ، وأشارَ بيَدِهِ إلَيهِ . ثُمّ مَرُّوا أيضاً بقَومٍ كَثيرينَ حتّى‏ رأى‏صاحِبَهُ الآخَرَ فقالَ : وهذا الآخَرُ . قالَ : فقالَ النَّبيُّ صاحِبُ الرَّجُلَينِ : أمّا أنا فَقد آمَنتُ بِإلهِكُما وعَلِمتُ أنّ ماجِئتُما بهِ هُو الحَقُّ . قالَ : فقالَ المَلِكُ : وأنا أيضاً آمَنتُ بإلهِكُما ذلكَ ، وآمَنَ أهلُ مَملَكَتِهِ كلُّهُم .۱

۲۰۳۵۴.الكافي عن الاُسَيدِيّ و محمّدِ بنِ مُبَشِّرٍ : أنّ عبدَ اللَّهِ بنَ نافِعِ الأزرَقِ كانَ يقولُ : لَو أ نّي عَلِمتُ أنّ بَينَ قُطرَيها أحَداً تُبلِغُني إلَيهِ المَطايا يَخصِمُني أنّ علِيّاً قَتَلَ أهلَ النَّهرَوانِ وهُو لَهُم غَيرُ ظالِمِ لَرَحَلتُ إلَيهِ ! فقيلَ لَهُ : ولا وُلدُهُ ؟ فقالَ : أفي وُلدِهِ عالِمٌ ؟ فقيلَ لَهُ : هذا أوّلُ جَهلِكَ ! وهُم يَخلُونَ مِن عالِمٍ ؟! قالَ : فمَن عالِمُهُمُ اليَومَ ؟ قيلَ : محمّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهم السلام .
قالَ : فرَحَلَ إلَيهِ في صَنادِيدِ أصحابِهِ ، حتّى‏ أتَى المَدينَةَ فاستَأذَنَ على‏ أبي جعفرٍ عليه السلام ، فقيلَ لَهُ : هذا عبدُ اللَّهِ بنُ نافِعٍ ، فقالَ : وما يَصنَعُ بي وهُو يَبرأُ مِنّي ومِن أبي طَرَفَيِ النَّهارِ ؟! فقالَ لَهُ أبو بَصيرٍ الكوفيُّ : جُعِلتُ فِداكَ، إنّ هذا يَزعُمُ أ نّهُ لَو عَلِمَ أنّ بَينَ قُطرَيها أحَداً تُبلِغُهُ المَطايا إلَيهِ يَخصِمُهُ أنّ علِيّاً عليه السلام قَتلَ أهلَ النَّهرَوانِ وهُو لَهُم غَيرُ ظالِمٍ لَرَحَلَ إلَيهِ، فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ عليه السلام : أتَراهُ جاءني مُناظِراً ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : يا غُلامُ، اخرُج فحُطَّ رَحلَهُ وقُلْ لَهُ : إذا كانَ الغَدُ فأتِنا . قالَ : فلَمّا أصبَحَ عبدُ اللَّهِ بنُ نافِعٍ غَدا في صَنادِيدِ۲ أصحابِهِ وبَعَثَ أبو جعفرٍ عليه السلام إلى‏ جَميعِ أبناءِ المُهاجِرينَ والأنصارِ فجَمَعَهُم ثُمّ

1.تفسير القمّيّ : ۲ / ۲۱۲ .

2.الصِّنْديد : السيّد الشجاع (مجمع البحرين : ۲ / ۱۰۵۳) .

الصفحه من 8