النفس - الصفحه 24

لَحْماً ثُمَّ أنْشأناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أحْسَنُ الخالِقينَ)1 ، فأفاد أنّ الإنسان لم يكن إلّا جسماً طبيعيّاً يتوارد عليه صور مختلفة متبدّلة ، ثمّ أنشأ اللَّه هذا الذي هو جسم جامد خامد خلقاً آخر ذا شعور وإرادة ، يفعل أفعالاً من الشعور والإرادة والفكر والتصرّف في الأكوان والتدبير في اُمور العالم بالنقل والتبديل والتحويل، إلى‏ غير ذلك ممّا لا يصدر عن الأجسام والجسمانيّات ، فلا هي جسمانيّة ، ولا موضوعها الفاعل لها .
فالنفس بالنسبة إلَى الجسم الذي ينتهي أمره إلى‏ إنشائها - وهو البدن الذي تنشأ منه النفس - بمنزلة الثمرة من الشجرة والضوء من الدهن بوجه بعيد ، وبهذا يتّضح كيفيّة تعلّقها بالبدن ابتداعاً ، ثمّ بالموت تنقطع العُلقة وتبطل المُسكة ، فهي في أوّل وجودها عين البدن ، ثمّ تمتاز بالإنشاء منه ، ثمّ تستقلّ عنه بالكلّيّة ، فهذا ما تفيده الآيات الشريفة المذكورة بظهورها . وهناك آيات كثيرة تفيد هذه الحقيقة بالإيماء والتلويح ، يعثر عليها المتدبّر البصير ، واللَّه الهادي .2

3857 - شَبابُ النَّفسِ عِندَ الكِبَرِ

۲۰۵۰۲.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : نَفسُ ابنِ آدَمَ شابَّةٌ ولَو التَقَت تَرقُوَتاهُ مِن الكِبَرِ ، إلّا مَنِ امتَحَنَ اللَّهُ قَلبَهُ لِلتَّقوى‏، وقَليلٌ ما هُم .۳

۲۰۵۰۳.عنه صلى اللَّه عليه وآله : الشَّيخُ شابٌّ في طَلَبِ الدُّنيا وإنِ التَفّت تَرقُوَتاهُ مِن الكِبَرِ ، إلّا الّذينَ اتَّقَوا وقَليلٌ ما هُم .۴

۲۰۵۰۴.عنه صلى اللَّه عليه وآله : قَلبُ الشَّيخِ شابٌّ في حُبِّ اثنتَينِ : في حُبِّ الحَياةِ ، وكَثرَةِ المالِ .۵

۲۰۵۰۵.عنه صلى اللَّه عليه وآله : يَهرَمُ ابنُ آدَمَ ويَشِبُّ منهُ اثنَتانِ : الحِرصُ علَى المالِ ، والحِرصُ علَى العُمرِ .۶

1.المؤمنون : ۱۲ - ۱۴ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱ / ۳۵۰ .

3.كنز العمّال : ۵۶۷۱ .

4.تنبيه الخواطر : ۱ / ۲۷۸ .

5.سنن ابن ماجة : ۲ / ۱۴۱۵ / ۴۲۳۳ .

6.سنن ابن ماجة : ۲ / ۱۴۱۵ / ۴۲۳۴ .

الصفحه من 42