الإنفاق - الصفحه 7

القويّ والضعيف أو الغنيّ والفقير على‏ حالهما - لا يزيدان كلّ يوم إلّا ابتعاداً - فلتدلّ التجربة الطويلة القطعيّة أنّه لا يدفع غائلاً ولا يغني طائلاً .
وثالثاً : أنّ للفرد من المسلمين أن يصرف ما عليه من الحقّ الماليّ الواجب كالزكاة مثلاً في بعض أرباب السهام كالفقير والمسكين من دون أن يؤدّيه إلى‏ وليّ الأمر أو عامله في‏الجملة فيردّه هو إلى‏ مستحقّيه ، وهذا نوع من الاحترام الاستقلاليّ الذي اعتبره الإسلام لأفراد مجتمعه نظير إعطاء الذمّة الذي لكلّ فرد من المسلمين أن يقوم به لمن شاء من الكفّار المحاربين وليس للمسلمين ولا لوليّ أمرهم أن ينقض ذلك .
نعم لوليّ الأمر - إذا رأى‏ في‏مورد أنّ مصلحة الإسلام والمسلمين في خلاف ذلك - أن ينهى‏ عن ذلك ، فيجب الكفّ عنه لوجوب طاعته» .۱

(انظر) الإسراف : باب 1791 .

3883 - مَن أنفَقَ فَلِنَفسِهِ‏

الكتاب :

(وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ) .۲

الحديث :

۲۰۶۶۶.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : كُلُّكُم مُكَلِّمٌ ربَّهُ يَومَ القِيامَةِ لَيس بَينَهُ وبَينَهُ تَرجُمانٌ ، فيَنظُرُ أمامَهُ فلا يَجِدُ إلّا ما قَدَّمَ ، ويَنظُرُ عن يَمينِهِ فلا يَجِدُ إلّا ما قَدَّمَ ، ثُمّ يَنظُرُ عن يَسارِهِ فإذا هُو بالنّارِ ، فاتَّقوا النّارَ ولَو بِشِقِّ تَمرَةٍ ، فإن لَم يَجِدْ أحَدُكُم فبِكَلِمَةٍ طَيّبَةٍ .۳

۲۰۶۶۷.الترغيب والترهيب عن ابن مسعود : قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله - لأصحابِهِ - : أيُّكُم مالُ وارِثهِ أحَبُّ إلَيهِ مِن مالِهِ ؟ قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ما مِنّا أحدٌ إلّا مالُهُ أحَبُّ إلَيهِ مِن مالِ وارِثِهِ.
قالَ : فإنَّ مالَهُ ما قَدَّمَ ، ومالَ وارِثِهِ ما أخَّرَ .۴

1.الميزان في تفسير القرآن : ۹/۳۸۶.

2.البقرة : ۲۷۲ .

3.النوادر للراونديّ : ۸۶ / ۱۰ .

4.الترغيب والترهيب : ۲ / ۵۰ / ۸ .

الصفحه من 14