الغنيمة للَّه والرسول ، ثمّ يرجع أربعة أخماسها إلَى المجاهدين يأكلونها ويمتلكونها ، ويرجع خمس منها إلَى اللَّه والرسول وذي القربى ، وغيرهم لهم التصرّف فيها والاختصاص بها .
ويظهر بالتأمّل في البيان السابق أيضاً : أنّ في التعبير عن الغنائم بالأنفال - وهو جمع نفل بمعنَى الزيادة - إشارة إلى تعليل الحكم بموضوعه الأعمّ ، كأنّه قيل : يسألونك عن الغنائم وهي زيادات لا مالك لها من بين الناس ، وإذا كان كذلك فأجبهم بحكم الزيادات والأنفال ، وقل : الأنفال للَّه والرسول ، ولازم ذلك كون الغنيمة للَّه والرسول .
وبذلك ربّما تأيّد كون اللام في لفظ الأنفال الأوّل للعهد ، وفي الثاني للجنس أو الاستغراق ، وتبيّن وجه الإظهار في قوله : (قُلِ الأنْفالُ ...) الآية ؛ حيث لم يقل : قل هي للَّه والرسول .
ويظهر بذلك أيضاً : أنّ قوله : (قُلِ الأنْفالُ للَّهِِ والرَّسُولِ) حكم عامّ يشمل بعمومه الغنيمة وسائر الأموال الزائدة في المجتمع نظير الديار الخالية والقرَى البائدة ورؤوس الجبال وبطون الأودية وقطائع الملوك وتركة من لا وارث له ، أمّا الأنفال بمعنَى الغنائم فهي متعلّقة بالمقاتلين من المسلمين بعمل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ، وبقي الباقي تحت ملك اللَّه ورسوله .
هذا ما يفيده التأمّل في كرائم الآيات ، وللمفسّرين فيها أقاويل مختلفة تعلم بالرجوع إلى مطوّلات التفاسير ، لا جدوى في نقلها والتعرّض للنقض والإبرام فيها» .۱
الحديث :
۲۰۷۰۹.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : إنّ الفَيءَ والأنفالَ ما كانَ مِن أرضٍ لَم يَكُن فيها هِراقَةُ دَمٍ ، أو قَومٌ صالَحوا ، أو قَومٌ أعطَوا بأيدِيهِم ، وما كانَ مِن أرضٍ خَرِبَةٍ ، أو بُطونِ الأودِيَةِ ، فهذا كُلُّهُ مِن الفَيءِ فهذا
1.الميزان في تفسير القرآن : ۹ / ۵ .