المناهی - الصفحه 17

أفضَلُ مِن المَلائكَةِ ، اِجلِسْ فجَلسَ الرّجُلُ فخَطَبَ رسولُ اللَّهِ فقالَ :
الحَمدُ للَّهِ نَحمَدُهُ ونَستَعينُهُ ، ونُؤمِنُ بهِ ونَتَوكَّلُ علَيهِ ، ونَشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ وَحدَهُ لاشَريكَ لَهُ ، وأنّ محمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، ونَعوذُ باللَّهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا ومِن سَيّئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، ومَن يُضلِلْ فلا هادِيَ لَهُ . أيُّها النّاسُ إنّهُ كائنٌ في هذهِ الاُمّةِ ثَلاثونَ كَذّاباً ، أوّلُ مَن يَكونُ مِنهُم صاحِبُ صَنعاءَ وصاحِبُ اليَمامَةِ .۱ يا أيُّها النّاسُ إنّهُ مَن لَقِيَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ يَشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ مُخلِصاً لَم يَخلِطْ مَعَها غَيرَها دَخَلَ الجَنّةَ .
فقامَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ، بأبي أنتَ واُمّي ، كَيفَ يَقولُها مُخلِصاً لا يَخلِطُ مَعَها غَيرَها ؟ فَسِّرْ لَنا هذا حتّى‏ نَعرِفَهُ ، فقالَ : نَعَم ، حِرصاً علَى الدُّنيا وجَمعاً لَها مِن غَيرِ حِلِّها ، ورِضىً بِها ، وأقوامٌ يَقولونَ أقاوِيلَ الأخيارِ ويَعمَلونَ عَملَ الجَبابِرَةِ (والفُجّارِ) ، فمَن لَقِيَ اللَّهَ عَزَّوجلَّ ولَيسَ فيهِ شي‏ءٌ مِن هذهِ الخِصالِ وهُو يَقولُ : لا إلهَ إلّا اللَّهُ فلَهُ الجَنّةُ ، فإنْ أخَذَ الدُّنيا وتَرَكَ الآخِرَةَ فلَهُ النّارُ .۲

1.المراد بصاحب صنعاء الأسود بن كعب العنسيّ الذي يدّعي النبوّة ، وبصاحب اليمامة مسيلمة الكذّاب الذي قتله وحشيّ مولى جُبير بن مطعم قاتل حمزة. (كما في هامش المصدر).

2.ثواب الأعمال : ۳۳۰ / ۱ .

الصفحه من 18