اللَّهَ في دارِ قُدسِهِ ، وتَكونوا أعَزَّ أوليائهِ عِندَهُ ؟! هَيهاتَ ! لا يُخدَعُ اللَّهُ عَن جَنَّتِهِ ، ولا تُنالُ مَرضاتُهُ إلّا بطاعَتِهِ ، لَعَنَ اللَّهُ الآمِرينَ بالمَعروفِ التّارِكينَ لَهُ ، والنّاهِينَ عَنِ المُنكَرِ العامِلينَ بهِ .۱
۲۰۹۰۳.بحار الأنوار عن كميل بن زياد عن الإمام عليٍّ عليه السلام : النّاسُ ثَلاثَةٌ : عالِمٌ رَبّانيٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ على سَبيلِ نَجاةٍ ، وهَمَجٌ رَعاعٌ ، أتباعُ كُلِّ ناعِقٍ ، يَميلونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ ، لَم يَستَضيئوا بنُورِ العِلمِ ، ولَم يَلجؤوا إلى رُكنٍ وَثيقٍ ...
ثُمّ قالَ : آهِ آهِ ! إنّ هاهُنا عِلماً جَمّاً لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً - وأشارَ بِيَدِهِ إلى صَدرِهِ - ثُمّ قالَ : اللّهُمّ بَلى، قَد أصَبتُ لَقِناً غَيرَ مَأمونٍ علَيهِ ، يَستَعمِلُ آلَةَ الدِّينِ للدُّنيا ، يَستَظهِرُ بنِعَمِ اللَّهِ على عِبادِهِ وبحُجَجِهِ على كِتابِهِ ، أو مُعانِدٌ لأهلِ الحَقِّ يَنقَدِحُ الشَّكُّ في قَلبِهِ بأوَّلِ عارِضٍ مِن شُبهَةٍ ، لا ذا ولا ذاكَ ، بَل مَنهوماً باللَّذّاتِ ، سَلِسَ القِيادِ للشَّهَواتِ ، مُغرىً بجَمعِ الأموالِ والادِّخارِ ، لَيس مِن الدِّينِ في شَيءٍ ، أقرَبُ شَبَهاً بالبَهائمِ السّائمَةِ ، كَذلكَ يَموتُ العِلمُ بمَوتِ حامِليهِ .
اللّهُمّ بلى ، لَن تَخلوَ الأرضُ مِن قائمٍ للَّهِ بحُجَّةٍ لكَيلا تَبطُلَ حُجَجُ اللَّهِ على عِبادِهِ ، اُولئكَ هُمُ الأقلُّونَ عَدَداً ، الأعظَمونَ عِندَ اللَّهِ قَدراً .۲
۲۰۹۰۴.الإمامُ عليٌّ عليه السلام: الرِّجالُ ثَلاثَةٌ: عاقِلٌ، وأحمَقُ، وفاجِرٌ ؛ فالعاقِلُ الدِّينُ شَريعَتُهُ ، والحِلمُ طَبيعَتُهُ ، والرّأيُ سَجيَّتُهُ ، إن سُئلَ أجابَ ، وإن تَكَلَّمَ أصابَ ، وإن سَمِعَ وَعى ، وإن حَدَّثَ صَدَقَ ، وإنِ اطمَأنَّ إلَيهِ أحَدٌ وَفى .
والأحمَقُ إنِ استُنبِهَ بجَميلٍ غَفَلَ ، وإنِ استُنزِلَ عَن حَسَنٍ تَرَكَ ، وإن حُمِلَ على جَهلٍ جَهِلَ ، وإن حَدَّثَ كَذَبَ . لا يَفقَهُ وإن فُقِّهَ لَم يَفقَهْ .
والفاجِرُ إنِ ائتَمَنتَهُ خانَكَ ، وإن صاحَبتَهُ شانَكَ ، وإن وَثِقتَ بهِ لَم يَنصَحْكَ .۳
1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۹ .
2.بحار الأنوار : ۷۸ / ۷۶ / ۴۶ .
3.بحار الأنوار : ۷۰ / ۹ / ۶ .