الوزارة - الصفحه 4

لسؤال إشراك أخيه معه في أمر لا يخصّه بل يعمّه وأخاه وكلّ من آمن به من الإرشاد والتعليم والبيان والتبليغ ، فتبيّن أنّ معنى‏ إشراكه في أمره أن يقوم بتبليغ بعض ما يوحى‏ إليه من ربّه عنه وسائر ما يختصّ به من عند اللَّه كافتراض الطاعة وحجّية الكلمة .
وأمّا الإشراك في النبوّة خاصّة - بمعنى‏ تلقّي الوحي من اللَّه سبحانه - فلم يكن موسى‏ يخاف على‏ نفسه التفرّد في ذلك، حتّى‏ يسأل الشريك ، وإنّما كان يخاف التفرّد في التبليغ وإدارة الاُمور في إنجاء بني إسرائيل وما يلحق بذلك ، وقد نقل ذلك عن موسى‏ نفسه في قوله : (وأخِي هارُونُ هُوَ أفصَحُ مِنّي لِسانا فأرسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُني)۱ .
على‏ أ نّه صحّ من طرق الفريقَين أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله دعا بهذا الدعاء بألفاظه في حقّ عليّ عليه السلام ولم يكن نبيّاً .۲

الحديث :

۲۱۶۶۶.بحار الأنوار عن عبدِ اللَّهِ بنِ عبّاس : سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يقولُ : إنّ أوّلَ ما كَلَّمَني بهِ [أي اللَّهَ عَزَّوجلَّ في لَيلَةِ الإسراءِ] أن قالَ : يامحمّدُ ، انظُرْ تَحتَكَ ، فنَظَرتُ إلَى الحُجُبِ قدِ انخَرقَت ، وإلى‏ أبوابِ السّماءِ قد فُتِحَت ، ونَظَرتُ إلى‏ عليٍّ وهو رافِعٌ رأسَهُ إلَيَّ فكَلَّمَني وكَلَّمتُهُ وكلَّمَني ربّي عَزَّوجلَّ . فقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ، بِمَ كَلَّمَكَ ربُّكَ ؟ قالَ : قالَ لي : يامحمّدُ ، إنّي جَعَلتُ علِيّاً وَصِيَّكَ ووَزيرَكَ وخَليفَتَكَ مِن بَعدِكَ ، فأعلِمْهُ .۳

۲۱۶۶۷.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله- لعليٍّ عليه السلام -: إنّكَ تَسمَعُ ما أسمَعُ ، وتَرى‏ ما أرى‏ ، إلّا أ نّكَ لَستَ بنَبيٍّ ، ولكنَّكَ لَوَزيرٌ ، وإنّكَ لَعلى‏ خَيرٍ ۴ . ۵

۲۱۶۶۸.عنه صلى اللَّه عليه وآله : ما مِن أحَدٍ مِن النّاسِ أعظَمَ أجراً مِن وَزيرٍ صالِحٍ مَعَ الإمامِ ، يأمُرُهُ بِذاتِ اللَّهِ فيُطيعُهُ .۶

1.القصص : ۳۴ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۴/۱۴۶ .

3.بحار الأنوار : ۱۶/۳۱۸/۷ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

5.انظر) الإمامة الخاصّة: باب ۱۷۷ ، ۱۸۹ .

6.كنز العمّال : ۱۴۹۳۳ .

الصفحه من 6