لسؤال إشراك أخيه معه في أمر لا يخصّه بل يعمّه وأخاه وكلّ من آمن به من الإرشاد والتعليم والبيان والتبليغ ، فتبيّن أنّ معنى إشراكه في أمره أن يقوم بتبليغ بعض ما يوحى إليه من ربّه عنه وسائر ما يختصّ به من عند اللَّه كافتراض الطاعة وحجّية الكلمة .
وأمّا الإشراك في النبوّة خاصّة - بمعنى تلقّي الوحي من اللَّه سبحانه - فلم يكن موسى يخاف على نفسه التفرّد في ذلك، حتّى يسأل الشريك ، وإنّما كان يخاف التفرّد في التبليغ وإدارة الاُمور في إنجاء بني إسرائيل وما يلحق بذلك ، وقد نقل ذلك عن موسى نفسه في قوله : (وأخِي هارُونُ هُوَ أفصَحُ مِنّي لِسانا فأرسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُني)۱ .
على أ نّه صحّ من طرق الفريقَين أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله دعا بهذا الدعاء بألفاظه في حقّ عليّ عليه السلام ولم يكن نبيّاً .۲
الحديث :
۲۱۶۶۶.بحار الأنوار عن عبدِ اللَّهِ بنِ عبّاس : سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يقولُ : إنّ أوّلَ ما كَلَّمَني بهِ [أي اللَّهَ عَزَّوجلَّ في لَيلَةِ الإسراءِ] أن قالَ : يامحمّدُ ، انظُرْ تَحتَكَ ، فنَظَرتُ إلَى الحُجُبِ قدِ انخَرقَت ، وإلى أبوابِ السّماءِ قد فُتِحَت ، ونَظَرتُ إلى عليٍّ وهو رافِعٌ رأسَهُ إلَيَّ فكَلَّمَني وكَلَّمتُهُ وكلَّمَني ربّي عَزَّوجلَّ . فقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ، بِمَ كَلَّمَكَ ربُّكَ ؟ قالَ : قالَ لي : يامحمّدُ ، إنّي جَعَلتُ علِيّاً وَصِيَّكَ ووَزيرَكَ وخَليفَتَكَ مِن بَعدِكَ ، فأعلِمْهُ .۳
۲۱۶۶۷.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله- لعليٍّ عليه السلام -: إنّكَ تَسمَعُ ما أسمَعُ ، وتَرى ما أرى ، إلّا أ نّكَ لَستَ بنَبيٍّ ، ولكنَّكَ لَوَزيرٌ ، وإنّكَ لَعلى خَيرٍ ۴ . ۵
۲۱۶۶۸.عنه صلى اللَّه عليه وآله : ما مِن أحَدٍ مِن النّاسِ أعظَمَ أجراً مِن وَزيرٍ صالِحٍ مَعَ الإمامِ ، يأمُرُهُ بِذاتِ اللَّهِ فيُطيعُهُ .۶
1.القصص : ۳۴ .
2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۴/۱۴۶ .
3.بحار الأنوار : ۱۶/۳۱۸/۷ .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .
5.انظر) الإمامة الخاصّة: باب ۱۷۷ ، ۱۸۹ .
6.كنز العمّال : ۱۴۹۳۳ .