المیزان - الصفحه 5

يبيّنه المثقال من حال المتاع الموزون به ثقلاً وخفّةً ، كما أنّ واحد الطول - وهو الذراع أو المتر مثلاً - ميزان يوزن به الأطوال فإن انطبق الطول علَى الواحد المقياس فهو وإلّا ترك .
ففي الأعمال واحد مقياس توزن به ، فللصلاة مثلاً ميزان توزن به ، وهي الصلاة التامّة التي هي حقّ الصلاة ، وللزكاة والإنفاق نظير ذلك ، وللكلام والقول حقّ القول الذي لا يشتمل على‏ باطل ... وهكذا ، كما يشير إليه قوله تعالى :(يا أيُّها الّذِينَ آمَنوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ) .۱
فالأقرب بِالنظر إلى‏ هذا البيان أن يكون المراد بقوله : (والوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ) أنّ الوزن الذي يوزن به الأعمال يومئذٍ إنّما هو الحقّ ؛ فبقدر اشتمال العمل علَى الحقّ يكون اعتباره وقيمته ، والحسنات مشتملة علَى الحقّ فلها ثقل ، كما أنّ السيّئات ليست إلّا باطلة فلا ثقل لها ، فاللَّه سبحانه يزن الأعمال يومئذٍ بِالحقّ ؛ فما اشتمل عليه العمل من الحقّ فهو وزنه وثقله .۲

الحديث :

۲۱۶۸۱.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله- في وَصيَّتِهِ لابنِ مَسعودٍ -: يا بنَ مَسعودٍ ، اِحذَرْ يَوماً تُنشَرُ فيهِ الصَّحائفُ وتَظهَرُ فيهِ الفَضائحُ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى‏ يقولُ : (ونَضَعُ المَوازينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيامَةِ) .۳

۲۱۶۸۲.عنه صلى اللَّه عليه وآله- في قَولِ اللَّهِ لآدمَ يومَ القِيامَةِ -: قُمْ عِندَ المِيزانِ فانظُرْ ما يُرفَعُ إلَيكَ مِن أعمالِهِم ، فمَن رَجَحَ مِنهُم خَيرُهُ على‏ شَرِّهِ مِثقالَ ذَرَّةٍ فلَهُ الجَنّةُ .۴

۲۱۶۸۳.عنه صلى اللَّه عليه وآله : يُجاءُ بِالعَبدِ يَومَ القِيامَةِ فتُوضَعُ حَسَناتُهُ في كِفَّةٍ وسَيّئاتُهُ في كِفَّةٍ فتَرجَحُ السَّيّئاتُ ، فتَجي‏ءُ بِطاقَةٌ فتَقَعُ

1.آل عمران : ۱۰۲ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۸/۱۰ ، انظر تمام كلامه رضوان اللَّه تعالى‏ عليه.

3.بحار الأنوار : ۷۷/۱۰۹/۱ .

4.كنز العمّال : ۳۹۷۶۸ .

الصفحه من 8