أتَصَدَّقُ مِمّا وَصَلَني بهِ إخواني وإن كانَ قَليلاً ؟ قالَ : تَصَدَّقْ بما رَزَقَكَ اللَّهُ ولَو آثَرتَ على نَفسِكَ .۱
(انظر) الموعظة : باب 4068 .
بحار الأنوار : 78 / 296 باب 25 .
4023 - وَصايا الإمامِ الجَوادِ عليه السلام
۲۱۷۷۹.تُحَفِ العقولِ : قالَ لَهُ رجُلٌ أوصِني ، قالَ عليه السلام : وتَقبَلُ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : تَوسَّدِ الصَّبرَ ، واعتَنِقِ الفَقرَ ، وارفُضِ الشَّهَواتِ ، وخالِفِ الهَوى ، واعلَمْ أنّكَ لَن تَخلُوَ مِن عَينِ اللَّهِ ، فانظُرْ كَيفَ تَكونُ .۲
۲۱۷۸۰.الإمام الجواد عليه السلام- فيما كَتَبَ إلى سَعدِ الخَيرِ -: بسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ ، أمّا بَعدُ ، فإنّي اُوصِيكَ بِتَقوَى اللَّهِ ؛ فإنَّ فيها السَّلامَةَ مِن التَّلَفِ والغَنيمَةَ في المُنقَلَبِ . إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ يَقِي بِالتَّقوى عَنِ العَبدِ ما عَزُبَ عَنهُ عَقلُهُ۳ ، ويُجَلّي بِالتَّقوى عَنهُ عَماهُ وجَهلَهُ ، وبِالتَّقوى نَجا نُوحٌ ومَن مَعهُ في السَّفينَةِ وصالِحٌ ومَن مَعهُ مِن الصّاعِقَةِ ، وبِالتَّقوى فازَ الصّابِرونَ ونَجَت تِلكَ العُصَبُ۴مِن المَهالِكِ. ولَهُم إخوانٌ على تِلكَ الطّريقَةِ يَلتَمِسون تِلكَ الفَضيلَةَ ، نَبَذوا طُغيانَهُم مِن الإيرادِ بِالشَّهَواتِ لِما بَلَغَهُم في الكِتابِ مِن المَثُلاتِ ، حَمِدوا رَبَّهُم على ما رَزَقَهُم وهُو أهلُ الحَمدِ ، وذَمُّوا أنفُسَهُم على ما فَرَّطوا وهُم أهلُ الذَّمِّ ، وعَلِموا أنّ اللَّهَ تباركَ وتعالى الحَليمُ العَليمُ ، إنّما غَضَبُهُ على مَن لَم يَقبَلْ مِنهُ رِضاهُ ، وإنّما يَمنَعُ مَن لَم يَقبَلْ مِنهُ عَطاهُ ، وإنّما يُضِلُّ مَن لَم يَقبَلْ مِنهُ هُداهُ .
ثُمّ أمكَنَ أهلَ السَّيّئاتِ مِنَ التَّوبَةِ بِتَبديلِ الحَسَناتِ ، دَعا عِبادَهُ في الكِتابِ إلى ذلكَ بصَوتٍ رَفيعٍ لَم يَنقَطِعْ ولَم يَمنَعْ دُعاءَ عِبادِهِ ، فلَعَنَ اللَّهُ الّذينَ يَكتُمونَ ما أنزَلَ اللَّهُ .
1.الكافي : ۴/۱۸/۲ .
2.تحف العقول : ۴۵۵ .
3.عزب : غاب (لسان العرب : ۱/۵۹۶) ، وفي بعض النسخ «نفي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله» . (كما في هامش المصدر).
4.العُصْبَة : الجماعة من الرجال نحو العشرة ، وقيل : من العشرة إلى الأربعين ، والجمعُ عُصَب (مجمع البحرين : ۲/۱۲۲۱ و۱۲۲۲) .