الوصية - الصفحه 23

البَيضاءِ۱ لَيلُها مِن نَهارِها، لَم يُظهِرْ فيهِم بِدعَةً ولَم يُبَدِّلْ فيهِم سُنَّةً ، لا خِلافَ عِندَهُم ولا اختِلافَ ، فلَمّا غَشِيَ النّاسَ ظُلمَةُ خَطاياهُم صارُوا إمامَينِ : داعٍ إلَى اللَّهِ تباركَ وتعالى‏ وداعٍ إلَى النّارِ ، فعِندَ ذلكَ نَطقَ الشَّيطانُ فعَلا صَوتُهُ على‏ لِسانِ أوليائهِ ، وكَثُرَ خَيلُهُ ورَجِلُهُ‏۲، وشارَكَ في المالِ والوَلَدِ مَن أشرَكَهُ فعَمِلَ بِالبِدعَةِ وتَركَ الكِتابَ والسُّنَّةَ ، ونَطقَ أولياءُ اللَّهِ بِالحُجَّةِ وأخَذوا بِالكِتابِ والحِكمَةِ ، فتَفَرَّقَ مِن ذلكَ اليَومِ أهلُ الحَقِّ وأهلُ الباطِلِ ، وتَخاذَلَ‏۳ وتَهادَنَ أهلُ الهُدى‏ ، وتَعاوَنَ أهلُ الضَّلالَةِ؛ حَتّى‏ كانَتِ الجَماعَةُ مَع فُلانٍ وأشباهِهِ ، فاعرِفْ هذا الصِّنفَ .
وصِنفٌ آخَرُ فأبصِرْهُم رَأيَ العَينِ نُجَباءَ۴والزَمْهُم حتّى‏ تَرِدَ أهلَكَ ؛ فإنَّ الخاسِرينَ الّذينَ خَسِروا أنفُسَهُم وأهلِيهِم يَومَ القِيامَةِ ، ألا ذلكَ هُو الخُسرانُ المُبينُ .
«قالَ الشيخُ الكُلينيُّ قدّس سرّه: إلى‏ هاهُنا روايةُ الحسينِ ، وفي روايةِ محمّدِ بن يحيى‏ زِيادَةُ» :
لَهُم عِلمٌ بِالطَّريقِ ، فإن كانَ دُونَهُم بَلاءٌ فلا تَنظُرْ إلَيهِم ، فإن كانَ دُونَهُم‏۵ عَسفٌ مِن أهلِ العَسفِ وخَسفٌ‏۶، ودُونَهُم بَلايا تَنقَضي ، ثُمَّ تَصيرُ إلى‏ رَخاءٍ . ثُمّ اعلَمْ أنّ إخوانَ الثِّقَةِ ذَخائرُ بَعضُهُم لبَعضٍ ، ولَولا أن تَذهَبَ بِكَ الظُّنونُ عَنّي‏۷ لَجَلَّيتُ لَكَ عَن أشياءَ مِن الحَقِّ غَطَّيتُها ، ولَنَشَرتُ لَكَ أشياءَ

1.وصف الشريعة بكونها بيضاء تنبيهاً على كرمها وفضلها (مجمع البحرين : ۱/۲۰۸) .

2.الخيل : الفرسان ، والرَّجِل : جمع راجل ؛ خلاف الفارس (الصحاح : ۴/۱۶۹۱ و ص ۱۷۰۵) ؛ أي أعوانه القويّة والضعيفة . (كما في هامش المصدر).

3.الخَذل : ترك الإعانة والنصرة (لسان العرب : ۱۱/۲۰۲) . وفي بعض النسخ «تخادن» من الخِدن وهو الصديق . وتهادن من المهادنة بمعنَى المصالحة ، وفي بعض النسخ «تهاون» أي عن نصرة الحقّ ، وهذا أنسب بالتخاذل ، كما أنّ التهادن أنسب بالتخادن . (كما في هامش المصدر).

4.بالنون والجيم والباء الموحدة ، وفي بعض النسخ «تحيا» من الحياة . (كما في هامش المصدر).

5.في بعض النسخ «إليه فإن دونهم» وهو الصواب ؛ أي فلا ينظرون‏إلَى البلاء لأنّه ينقضي ولا يبقى‏. (كما في هامش المصدر).

6.العسف : الجور (النهاية : ۳/۲۳۶ وج ۲/۳۱) . والخسف : النقصان والهوان . وقوله : «ينقضي» جزاء الشرط. (كما في هامش المصدر).

7.أي يصير ظنّك السيّ‏ء بي سبباً لانحرافك عنّي وعدم إصغائك إليَّ بعد ذلك . (كما في هامش المصدر).

الصفحه من 24