الوصية لما بعد الموت - الصفحه 4

الحديث :

۲۱۷۹۰.فلاح السائل عن الحسن بن إبراهيم بن عبداللَّه عن الإمامِ الصّادقِ عليه السلام عَن آبائهِ عليهم السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مَن لَم يُحسِنِ الوَصيَّةَ عِندَ مَوتِهِ كانَ نَقصاً في عَقلِهِ ومُرُوَّتِهِ. قالوا : يا رسولَ اللَّهِ، وكَيفَ الوَصيَّةُ ؟ قالَ : إذا حَضَرَتهُ الوَفاةُ واجتَمَعَ النّاسُ إلَيهِ قالَ : اللّهُمّ فاطِرَ السَّماواتِ والأرضِ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادَةِ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، إنّي أعهَدُ إلَيكَ في دارِ الدُّنيا أنّي أشهَدَ أن لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، وأنّ محمّداً صلى اللَّه عليه وآله عَبدُكَ ورَسولُكَ ، وأنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فيها ، وأنَّكَ تَبعَثُ مَن في القُبورِ ، وأنّ الحِسابَ حَقٌّ ، وأنّ الجَنَّةَ حَقٌّ ، وما وَعَدَ اللَّهُ فيها مِن النَّعيمِ من المَأكَلِ والمَشرَبِ والنِّكاحِ حَقٌّ ، وأنّ النّارَ حَقٌّ ، وأنّ الإيمانَ حَقٌّ ، وأنّ الدِّينَ كما وَصَفتَ ، وأنّ الإسلامَ كما شَرَعتَ ، وأنّ القَولَ كما قُلتَ ، وأنّ القرآنَ كما أنزَلتَ ، وأنّكَ أنتَ اللَّهُ الحَقُّ المُبينُ .
وأنّي أعهَدُ إلَيكَ في دارِ الدُّنيا أنّي رَضِيتُ بِكَ رَبّاً ، وبالإسلام دِيناً ، وبمحمّدٍ صلى اللَّه عليه وآله نَبيّاً ، وبعَليٍّ إماماً ، وبِالقرآنِ كِتاباً ، وأنّ أهلَ بَيتِ نَبيِّكَ علَيهِ وعلَيهِمُ السّلامُ أئمَّتي . اللّهُمّ أنتَ ثِقَتي عِندَ شِدَّتي ، ورَجائي عِندَ كُربَتي ، وعُدَّتي عِندَ الاُمورِ الّتي تَنزِلُ بِي ، وأنتَ وَلِيِّي في نِعمَتي ، وإلهي وإلهُ آبائي ، صَلِّ على‏ محمّدٍ وآلِهِ ، ولا تَكِلْني إلى‏ نَفسي طَرفَةَ عَينٍ أبَداً ، وآنِسْ في قَبري وَحشَتي ، واجعَلْ لِي عِندَكَ عَهداً يَومَ ألقاكَ مَنشوراً .
فهذا عَهدُ المَيِّتِ يَومَ يُوصِي بحاجَتِهِ ، والوَصيَّةُ حَقٌ على‏ كُلِّ مُسلمٍ .
قالَ أبو عبدِاللَّهِ عليه السلام : وتَصديقُ هذا في سُورَةِ مَريمَ قولُ اللَّهِ تباركَ وتعالى‏ : (لا يَمْلِكونَ الشَّفاعَةَ إلّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً)۱وهذا هُو العَهدُ .
وقالَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وآله لعليٍّ عليه السلام : تَعَلَّمْها

1.مريم : ۸۷ .

الصفحه من 6