اللَّهِ وتَكرَهونَ لِقاءهُ ؟! فكَيفَ يُحِبُّ اللَّهُ لِقاءكُم وأنتُم تَكرَهونَ لِقاءهُ ؟! فإنّما يُحِبُّ اللَّهُ لِقاءَ مَن يُحِبُّ لِقاءهُ ، ويَكرَهُ لِقاءَ مَن يَكرَهُ لِقاءهُ ، وكَيفَ تَزعُمون أنَّكُم أولياءُ اللَّهِ مِندُونِ النّاسِ وأنتُم تَفِرُّونَ مِن المَوتِ وتَعتَصِمونَ بِالدُّنيا ؟ فماذا يُغني عَنِ المَيِّتِ طِيبُ رِيحِ حَنوطِهِ وبَياضُ أكفانِهِ وكُلَّ ذلكَ يَكونُ في التُّرابِ ؟!كذلكَ لا يُغني عَنكُم بَهجَةُ دُنياكُمُ الّتي زُيِّنَت لَكُم ، وكُلُّ ذلكَ إلى سَلَبٍ وزَوالٍ . ماذا يُغني عَنكُم نَقاءُ أجسادِكُم وصَفاءُ ألوانِكُم وإلَى المَوتِ تَصيرونَ ، وفي التُّرابِ تُنسَونَ ، وفي ظُلمَةِ القَبرِ تُغمَرونَ ؟!۱
۲۲۰۲۵.عنه عليه السلام : وَيلَكُم يا عَبيدَ الدُّنيا ! تَحمِلونَ السِّراجَ في ضَوءِ الشَّمسِ وضَوؤها كانَ يَكفيكُم ، وتَدَعونَ أن تَستَضيئوا بِها في الظُّلَمِ ومِن أجلِ ذلكَ سُخِّرَت لَكُم ! كذلكَ استَضأتُم بِنُورِ العِلمِ لأمرِ الدُّنيا وقَد كُفِيتُموهُ ، وتَرَكتُم أن تَستَضيئوا بهِ لأمرِ الآخِرَةِ ومِن أجلِ ذلكَ اُعطِيتُموهُ ، تَقولونَ : إنّ الآخِرَةَ حَقٌّ، وأنتُم تُمَهِّدونَ الدُّنيا ! وتَقولونَ : إنّ المَوتَ حَقٌّ، وأنتُم تَفِرُّونَ مِنهُ ! وتَقولونَ : إنّ اللَّهَ يَسمَعُ ويَرى، ولاتَخافُونَ إحصاءهُ علَيكُم ! وكَيفَ يُصَدِّقُكُم مَن سَمِعَكُم ؟! فإنَّ مَن كَذَبَ مِن غَيرِ عِلمٍ أعذَرُ مِمَّن كَذَبَ على عِلمٍ ، وإن كانَ لا عُذرَ في شيءٍ مِن الكِذبِ .۲
۲۲۰۲۶.عنه عليه السلام : بحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنّ الدّابَّةَ إذا لَم تُرتَكَبْ ولَم تُمتَهَنْ۳ وتُستَعمَلْ لَتَصعُبُ ويَتَغيَّرُ خُلقُها ، وكذلكَ القُلوبُ إذا لَم تُرفَقْ بذِكرِ المَوتِ وتُتعِبْها دُؤوبُ العِبادَةِ۴ تَقسو وتَغلُظُ .۵
۲۲۰۲۷.عنه عليه السلام : ماذا يُغني عَنِ البَيتِ المُظلِمِ أن يُوضَعَ السِّراجُ فَوقَ ظَهرِهِ وجَوفُهُ وَحشٌ مُظلِمٌ ؟! كذلكَ لا يُغني عَنكُم أن يَكونَ نُورُ العِلمِ بأفواهِكُم وأجوافُكُم مِنهُ وَحشَةٌ مُعَطّلَةٌ !
1.تحف العقول : ۵۰۵ .
2.تحف العقول : ۵۰۶ .
3.كلّ ما عُلي فقد رُكب وارتُكب . امتهنه : استعمله للمهنة (لسان العرب : ۱/۴۲۸ و ج ۱۳/۴۲۵ .
4.دأب : جدّ وتعب (لسان العرب : ۱/۳۶۸) .
5.تحف العقول : ۵۰۶ .