الموعظة - الصفحه 29

العَقلِ التَّواضُعُ ، وكَفى‏ بكَ جَهلاً أن تَركَبَ ما نُهِيتَ عَنهُ .۱

۲۲۱۱۵.عنه عليه السلام : يا هِشامُ ، ما بَعَثَ اللَّهُ أنبياءَهُ ورُسُلَهُ إلى‏ عِبادِهِ إلّا لِيَعقِلوا عَنِ اللَّهِ ، فأحسَنُهُمُ استِجابَةً أحسَنُهُم مَعرِفَةً ، وأعلَمُهُم بأمرِ اللَّهِ أحسَنُهُم عَقلاً ، وأكمَلُهُم عَقلاً أرفَعُهُم دَرَجَةً في الدُّنيا والآخِرَةِ .۲

۲۲۱۱۶.عنه عليه السلام : ياهِشامُ، إنّ للَّهِ علَى النّاسِ حُجَّتَينِ : حُجَّةٌ ظاهِرَةٌ وحُجَّةٌ باطِنَةٌ ، فأمّا الظّاهِرَةُ فالرُّسُلُ والأنبياءُ والأئمّةُ عليهم السلام ، وأمّا الباطِنَةُ فالعُقولُ .۳

۲۲۱۱۷.عنه عليه السلام : ياهِشامُ ، إنّ العاقِلَ الّذي لا يَشغَلُ الحَلالُ شُكرَهُ ، ولا يَغلِبُ الحَرامُ صَبرَهُ .۴

۲۲۱۱۸.عنه عليه السلام : ياهِشامُ ، مَن سَلَّطَ ثَلاثاً على‏ ثَلاثٍ فكأنّما أعانَ على‏ هَدمِ عَقلِهِ : مَن أظلَمَ نُورَ تَفَكُّرِهِ بطُولِ أمَلِهِ ، ومَحا طَرائفَ حِكمَتِهِ بفُضولِ كَلامِهِ‏۵ ، وأطفَأَ نُورَ عِبرَتِهِ بشَهَواتِ نَفسِهِ ، فكأنّما أعانَ هَواهُ على‏ هَدمِ عَقلِهِ ، ومَن هَدَمَ عَقلَهُ أفسَدَ علَيهِ دِينَهُ ودُنياهُ .۶

۲۲۱۱۹.عنه عليه السلام : يا هِشامُ ، كَيفَ يَزكُو۷ عِندَ اللَّهِ عَمَلُكَ وأنتَ قَد شَغَلتَ قَلبَكَ عَن أمرِ رَبِّكَ ، وأطَعتَ هَواكَ على‏ غَلَبَةِ عَقلِكَ .۸

۲۲۱۲۰.عنه عليه السلام : يا هِشامُ ، الصَّبرُ علَى الوَحدَةِ عَلامَةُ قُوَّةِ العَقلِ ، فمَن عَقَلَ عَنِ اللَّهِ‏۹ اعتَزلَ أهلَ الدُّنيا والرّاغِبينَ فيها ،

1.الكافي : ۱/۱۶/۱۲ .

2.الكافي : ۱/۱۶/۱۲ .

3.الكافي : ۱/۱۶/۱۲ .

4.الكافي : ۱/۱۶/۱۲ .

5.والسبب في ذلك أنّ بطول الأمل يقبل إلَى الدنيا ولذّاتها فيشغل عن التفكّر ، أو يجعل مقتضى‏ طول الأمل ماحياً لمقتضى فكره الصائب . والطريف : الأمر الجديد المستغرب الذي فيه نفاسة، ومحو الطرائف بالفضول إمّا لأنّه إذا اشتغل بالفضول شغل عن الحكمة في زمان التكلّم بالفضول ، أو لأنّه لمّا سمع الناس منه الفضول لم يعبؤوا بحكمته ، أو لأنّه إذا اشتغل به محا اللَّه عن قلبه الحكمة (كما في هامش المصدر) .

6.الكافي : ۱/۱۷/۱۲ .

7.الزكاة مصدر زكا : إذا نما ، لأنها تستجلب البركة في المال ، وإمّا مصدر زكا : إذا طهر لأنها تطهّر المال من الخبث (مجمع البحرين : ۲/۷۷۷) .

8.الكافي : ۱/۱۷/۱۲ .

9.أي : حصل له معرفة ذاته وصفاته وأحكامه وشرائعه ، أو أعطاه اللَّه العقل أو علم الاُمور بعلم ينتهي إلَى اللَّه بأن يأخذه عن أنبيائه وحججه عليهم السلام إمّا بلاواسطة أو بواسطة ؛ أو بلغ عقله إلى‏ درجة يفيض اللَّه علومه عليه بغير تعليم بشر (كما في هامش المصدر).

الصفحه من 40