ومَن طَلَبَ الدُّنيا طَلَبَتهُ الآخِرَةُ فيَأتيهِ المَوتُ فيُفسِدُ علَيهِ دُنياهُ وآخِرَتَهُ .۱
۲۲۱۲۷.عنه عليه السلام : يا هِشامُ ، مَن أرادَ الغِنى بلا مالٍ ، وراحَةَ القَلبِ مِن الحَسَدِ ، والسَّلامَةَ في الدِّينِ ؛ فلْيَتَضَرَّعْ إلَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ في مَسألَتِهِ بأن يُكَمِّلَ عَقلَهُ ، فمَن عَقَلَ قَنَعَ بما يَكفيهِ ، ومَن قَنَعَ بما يَكفيهِ استَغنى ، ومَن لَم يَقنَعْ بما يَكفيهِ لَم يُدرِكِ الغِنى أبداً .۲
۲۲۱۲۸.عنه عليه السلام : يا هِشامُ ، إنّ اللَّهَ حَكى عَن قَومٍ صالِحينَ أنَّهُم قالوا : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ)۳ حينَ عَلِموا أنّ القُلوبَ تَزيغُ وتَعودُ إلى عَماها وَرَداها . إنّه لَم يَخَفِ اللَّهَ مَن لَم يَعقِلْ عَنِ اللَّهِ ، ومَن لَم يَعقِلْ عَنِ اللَّهِ لَم يَعقِدْ قَلبَهُ على مَعرِفَةٍ ثابِتَةٍ يُبصِرُها ويَجِدُ حَقيقَتَها في قَلبِهِ ، ولا يَكونُ أحَدٌ كذلكَ إلّا مَن كانَ قولُهُ لِفِعلِهِ مُصَدِّقاً ، وسِرُّهُ لِعَلانِيَتِهِ مُوافِقاً ؛ لأنّ اللَّهَ تباركَ اسمُهُ لَم يَدُلَّ علَى الباطِنِ الخَفِيِّ مِن العَقلِ إلّا بِظاهِرٍ مِنهُ وناطِقٍ عَنهُ .۴
۲۲۱۲۹.عنه عليه السلام: يا هِشامُ ، كانَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام يَقولُ : ما عُبِدَ اللَّهُ بشَيءٍ أفضَلَ مِن العَقلِ ، وما تَمَّ عَقلُ امرئٍ حتّى يَكونَ فيهِ خِصالٌ شَتّى : الكُفرُ والشَّرُّ مِنهُ مَأمُونانِ ، والرُّشدُ والخَيرُ مِنهُ مَأمُولانِ، وفَضلُ مالِهِ مَبذولٌ ، وفَضلُ قَولِهِ مَكفوفٌ ، ونَصيبُهُ مِن الدُّنيا القُوتُ ، لا يَشبَعُ مِن العِلمِ دَهرَهُ ، الذُّلُّ أحَبُّ إلَيهِ مَع اللَّهِ مِن العِزِّ مَع غَيرِهِ، والتَّواضُعُ أحَبُّ إلَيهِ مِن الشَّرَفِ ، يَستَكثِرُ قَليلَ المَعروفِ مِن غَيرهِ، ويَستَقِلُّ كَثيرَ المَعروفِ مِن نَفسهِ ، ويَرَى النّاسَ كُلَّهُم خَيراً مِنهُ ، وأنَّهُ شَرُّهُم في نَفسِهِ ، وهُو تَمامُ الأمرِ ۵ . ۶
۲۲۱۳۰.عنه عليه السلام : يا هِشامُ ، إنّ العاقِلَ لا يَكذِبُ وإن كانَ فِيهِ هَواهُ .۷
1.الكافي : ۱/۱۸/۱۲ .
2.الكافي : ۱/۱۸/۱۲ .
3.آل عمران : ۸ .
4.الكافي : ۱/۱۸/۱۲ .
5.أي : كلّ أمر من اُمور الدين يتمّ به ، أو كأنّه جميع اُمور الدين مبالغةً (كما في هامش المصدر).
6.الكافي : ۱/۱۸/۱۲ .
7.الكافي : ۱/۱۹/۱۲ .