۲۲۳۰۶.الكامل للمبرّد : حَدَّثَنا أبو مُحلّمٍ محمّدُ بنُ هِشامٍ في إسنادٍ ذَكرَهُ ، آخِرُهُ أبو نَيزَرٍ - وكانَ أبو نَيزَرٍ مِن أبناءِ بَعضِ مُلوكِ الأعاجِمِ - قالَ : وَصَحَّ عِندي بَعدُ أ نّهُ مِن وُلِد النَّجاشيِّ - يعني أبا نَيزَرٍ - فرَغِبَ في الإسلامِ صَغيراً ، فأتى رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فأسلَمَ وكانَ مَعهُ في بُيوتِهِ ، فلَمّا تُوُفِّيَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله صارَ مَعَ فاطِمَةَ ووُلدِها عليهم السلام.
قالَ أبو نَيزَرٍ : جاءني عليُّ بنُ أبي طالبٍ أميرُ المؤمنينَ وأنا أقومُ بِالضَّيعَتَينِ عَينِ أبي نَيزَرٍ والبُغَيبِغةِ ... ثُمّ أخَذَ المِعوَلَ وانحَدَرَ في العَينِ ، فجَعَلَ يَضرِبُ وأبطأ علَيهِ الماءُ ، فخَرَجَ وقَد تَفَضَّجَ جَبينُهُ عليه السلام عَرَقاً ، فانتَكَفَ العَرَقَ عَن جَبينِهِ ثُمّ أخَذَ المِعوَلَ وعادَ إلَى العَينِ ، فأقبَلَ يَضرِبُ فيها وجَعَلَ يُهَمهِمُ ، فآنثالَت كأنّها عُنُقُ جَزورٍ، فخَرَجَ مُسرِعاً فقالَ :
اُشهِدُ اللَّهَ أ نّها صَدَقَةٌ ، علَيَّ بدَواةٍ وصَحيفَةٍ ، قالَ : فعَجَّلتُ بهِما إلَيهِ فكَتَبَ :
«بسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ ، هذا ما تَصَدَّقَ بهِ عبدُ اللَّهِ عليٌّ أميرُ المؤمنينَ ، تَصَدَّقَ بِالضَّيعَتَينِ المَعروفَتَينِ بِعَينِ أبي نَيزَرٍ والبُغَيْبِغَةِ على فُقَراءِ أهلِ المَدينَةِ وابنِ السَّبيلِ ، لِيَقيَ اللَّهُ بِهِما وَجهَهُ حَرَّ النّارِ يَومَ القِيامَةِ ، لا تُباعا ولا تُوهَبا حتّى يَرِثَهُما اللَّهُ وهُو خَيرُ الوارِثينَ ، إلّا أن يَحتاجَ إلَيهِما الحَسَنُ أو الحُسَينُ فهُما طِلْقٌ لَهُما ، ولَيسَ لأحَدٍ غَيرِهِما» .
قالَ محمّدُ بنُ هِشامٍ : فرَكِبَ الحُسَينَ عليه السلام دَينٌ ، فحَمَلَ إلَيهِ مُعاويَةُ بِعَينِ أبي نَيزَرٍ مِأتَي ألفِ دِينارٍ فأبى أن يَبيعَ ، وقالَ : إنّما تَصَدَّقَ بِها أبي لِيَقِيَ اللَّهُ بِها وَجهَهُ حَرَّ النّارِ ، ولَستُ بائعَها بشَيءٍ .۱
۲۲۳۰۷.الإمامُ الباقرُ عن آبائه عليهم السلام : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَرَّ برَجُلٍ يَغرِسُ غَرساً في حائطٍ لَهُ ... ، فقالَ : ألا أدُلُّكَ على غَرسٍ أثبَتَ أصلاً وأسرَعَ إيناعاً وأطيَبَ ثَمَراً وأنقى ؟ قالَ : بلى فِداكَ أبي واُمّي يا رسولَ اللَّهِ .
1.الكامل للمبرّد : ۳/۱۱۲۷ .