التقوی - الصفحه 39

وذلك أ نّك عرفت أنّ الإسلام بِالمعنَى الذي نبحث فيه غاية النوع الإنسانيّ وكماله الذي هو بغريزته متوجّه إليه شعر به تفصيلاً أولم يشعر ، والتجارب القطعيّة الحاصلة في أنواع المكوّنات يدلّ على‏ أ نّها متوجّهة إلى‏ غايات مناسبة لوجوداتها يسوقها إليها نظام الخلقة ، والإنسان غير مستثنىً من هذه الكلّيّة .
على‏ أنّ شيئاً من السنن والطرائق الدائرة في الدنيا الجارية بين المجتمعات الإنسانيّة لم يَتّكِ في حدوثه وبقائه وحكومته على‏ سبق تجربة قاطعة ؛ فهذه شرائع نوح وإبراهيم وموسى‏ وعيسى‏ ظهرت حينما ظهرت ثمّ جرت بين الناس ، وكذا ما أتى‏ به برهما وبوذا وماني وغيرهم ، وتلك سنن المدنيّة المادّية كالديموقراطيّة والكمونيسم وغيرهما ، كلّ ذلك جرى‏ في المجتمعات الإنسانيّة المختلفة بجرياناتها المختلفة من غير سبق تجربة .
وإنّما تحتاج السنن الاجتماعيّة في ظهورها ورسوخها في المجتمع إلى‏ عزائم قاطعة وهمم عالية من نفوس قويّة لا يأخذها في سبيل البلوغ إلى‏ مآربها عيّ ولا نصب ، ولاتذعن بأنّ الدهر قد لايسمح بِالمراد والمسعى‏ قد يخيب . ولا فرق في ذلك بين الغايات والمآرب الرحمانيّة والشيطانيّة .۱

(انظر) الخاتمة : باب 1003، 1004 .
بحار الأنوار : 70 / 293 / 36 ، 37 .

1.الميزان في تفسير القرآن : ۴/۱۳۱ .

الصفحه من 40