أن يُميتَهُم ، وتَرَكوا مِنها ما عَلِموا أنّهُ سَيَترُكُهُم ، وَرأوا استِكثارَ غَيرِهِم مِنها استِقلالاً ، وَدَركَهُم لَها فَوتاً ، أعداءُ ما سالَمَ النّاسُ ، وسِلمُ ما عادَى النّاسُ ! بِهِم عُلِمَ الكِتابُ وبِهِ عَلِموا ، وبِهِم قامَ الكِتابُ وبهِ قاموا ، لا يَرَونَ مَرجُوّاً فَوقَ ما يَرجُونَ ، ولا مَخُوفاً فَوقَ ما يَخافونَ .۱
۲۲۸۱۷.عيسى عليه السلام- في وصفِ أولياءِ اللَّهِ -: الّذينَ نَظَروا إلى باطِنِ الدُّنيا حِينَ نَظَرَ النّاسُ إلى ظاهِرِها۲ ، والّذينَ نَظَروا إلى آجِلِ الدُّنيا حِينَ نَظَرَ النّاسُ إلى عاجِلِها ، وأماتُوا مِنها مايَخشَون أن يُميتَهُم ، وتَرَكوا ماعَلِموا أنْ سَيَترُكُهُم ، فصارَ اسْتِكثارُهُم مِنها استِقلالاً ، وذِكرُهُم إيّاها فَواتاً ، وفَرَحُهُم بما أصابُوا مِنها حُزناً ... يُحِبُّونَ اللَّهَ تعالى ويَستَضيؤونَ بِنُورِهِ ، ويُضيؤونَ بهِ ، لَهُم خَبَرٌ عَجيبٌ ، وعِندَهُمُ الخَبَرُ العَجيبُ ، بِهِم قامَ الكِتابُ وبهِ قامُوا ، وبِهِم نَطَقَ الكِتابُ وبهِ نَطَقوا ، وبِهِم عُلِمَ الكِتابُ وبهِ عَلِموا ، لَيسُوا يَرَونَ نائلاً مَع ما نالوا ، ولا أمانِيَّ دُونَ ما يَرجُونَ ، ولاخَوفاً دُونَ ما يَحْذَرونَ .۳
۲۲۸۱۸.بحار الأنوار عن عبد الرحمن بن سالم الأشَلّ عن بعض الفقهاء : قالَ أمير المؤمنين عليه السلام : (إنَّ أوْلياءَ اللَّهَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِم ...) ، ثمّ قالَ : تَدرُونَ مَن أولياءُ اللَّهِ ؟ قالوا : مَن هُم يا أميرَ المؤمنينَ ؟ فقالَ : هُم نَحنُ وأتباعُنا ، فمَن تَبِعَنا مِن بَعدِنا طُوبى لَنا ، وطُوبى لَهُم أفضَلُ مِن طُوبى لَنا . قالَ : يا أميرَ المؤمنينَ ، ماشأنُ طُوبى لَهُم أفضَلُ مِن طُوبى لَنا ؟ ألَسنا نَحنُ وهُم على أمرٍ ؟! قالَ : لا ؛ لأنَّهُم حَمَلوا ما لَم تُحمَلوا علَيهِ ، وأطاقُوا ما لَم تُطيقُوا ۴ . ۵
۲۲۸۱۹.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : وَجَدنا في كِتابِ عليِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السلام (ألَا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ ...) إذا أدَّوا فَرائضَ اللَّهِ ، وأخَذوا سُنَنَ رسولِ اللَّهِ ، وتَورَّعُوا عَن محارِمِ اللَّهِ ، وزَهِدوا في عاجِلِ زَهرَةِ الدُّنيا ... .۶
1.نهج البلاغة : الحكمة ۴۳۲ .
2.راجع : الدنيا : باب ۱۲۲۷ .
3.الدرّ المنثور : ۴/۳۷۰ .
4.بحار الأنوار : ۶۹/۲۷۷/۱۰ .
5.اُنظر) الإمامة الخاصّة : باب ۲۴۷ .
6.بحار الأنوار : ۶۹/۲۷۷/۱۱ .