الایثار (تفصیلی) - الصفحه 10

يفضي البحث الدقيق للإجابة على هذا السؤال ، إلى نتيجة تفيد أنّ الإيمان هو منبثق الإيثار وهو الأساس الوحيد الذي يُنتج هذه الخصلة الكريمة ، فخصال الخير والصفات الحسنة التي تؤدّي إلى الإيثار لا تنمو إلّا من خلال الإيمان وحده ولا تؤتي اُكلها إلّا عن هذا السبيل . من هنا يبدو أنّ أيّ كلام عن القيم الأخلاقية يصدر عن الاتّجاهات المادّية لا يزيد عن كونه مزحة وحسب ، ولا يهدف سوى إلى خداع الرأي العامّ وتضليله .
بناءً على هذه النتيجة تبرز الحصيلة التي تفيد بأنّه كلّما تنامى الإيمان في وجود الإنسان ورسخ فيه أكثر ، صار أقرب إلى هذه الخصلة الكريمة ، وبتعبير الإمام عليّ عليه السلام : يأتي الإنسان المؤثر في أعلى مراتب الإيمان ۱ . كما يدلّل على المعنى ذاته ما جاء في حديث الإمام الصادق عليه السلام في صفة الكاملين من المؤمنين من أنّهم المؤثرون على أنفسهم في حال العسر ۲ .
فإذا ، كلّما ازداد الإيمان ورسخ في وجود الإنسان وصار أكثر تكاملاً فيه ، ازدادت قابليته على الإيثار ، وراح يرتقي فيه حتّى يبلغ مرتبة التضحية والفداء والإيثار بالنفس .

4 . نتائج الإيثار

تأخذ خصلة الإيثار موقعها على الطرف النقيض للأنانية والاستئثار ، فبقدر ما يصبح الاستئثار ضارّا ببنية المجتمع الإنساني المنشود ومدمّرا لوحدته وانسجامه ۳ ، يصبح الإيثار نافعا لهذا المجتمع حاملاً له المعطيات الإيجابية البنّاءة .
فعلى عكس الاتّجاهات المادية والتيارات الوضعية التي تشيع ثقافة الأثَرة

1.راجع : ص ۱۱۷ ح ۱۵.

2.راجع : ص ۱۲۳ ح ۴۱.

3.راجع : ص ۱۶۳ (الاستئثار / المدخل) .

الصفحه من 62