الایثار (تفصیلی) - الصفحه 13

الممارسة لا يتحقّق مفهوم «تقديم الآخر» ، فلو وهب الإنسان إنسانا آخر شيئا هو بحاجة إليه لكن بدافع غير إلهي فسيكون في الواقع كمن قدّم ذلك الشيء إلى نفسه ، إذ هو في حقيقة الأمر قد استجاب إلى دافعه النفسي ، وإنّ أنانيته هي التي دفعت به إلى هذه الممارسة ، وهي الحافز الكامن وراءه .

ب ـ الحبّ

يتمثّل الأدب الثاني للإيثار بوجود حبّ تشدّه بما يؤثر به ۱ ، وإلّا فمع غياب هذه الصلة لا معنى لـ «تقديم الآخرين» ولن يتحقّق هذا المعنى في واقع مثل هذه الممارسة ، وهذا الأدب هو ممّا يمكن استنباطه من تعريف الإيثار أيضا .

ج ـ تقديم الأقرباء

من الآداب الاُخرى للإيثار تقديم الأقرباء ومن يجب على الإنسان النهوض بنفقتهم شرعا ويتحتّم عليه تأمين احتياجاتهم الحيويّة ۲ ، هذا الأدب يمكن أن نستخرجه من تعريف الإيثار أيضا ، وبالتحديد عبر إضافة قيد «بحقّه» إليه ؛ ذلك أنّ تقديم الآخرين على «الأقرباء» لا يصحّ عقلاً ولا شرعا .

د ـ تقديم أهل الإيمان

من الآداب الاُخرى التي تؤطّر هذه الخصلة الكريمة ، هي تقديم أهل الإيمان ، وإلّا فإنّ تقديم الآخرين بلا قيد الإيمان لا يعدّ «حقّا» ، كما جاء ذلك عن الإمام عليّ عليه السلام في قوله :
عامِل سائِرَ النّاسِ بِالإِنصافِ ، وعامِلِ المُؤمِنينَ بِالإِيثارِ. ۳

1.راجع : ص ۱۳۰ (حبّ المؤثَر به).

2.راجع : ص ۱۳۱ (البدء بالعيال).

3.راجع : ص ۱۳۲ ح ۶۰.

الصفحه من 62