الایثار (تفصیلی) - الصفحه 55

بحث حول نزول آية الإيثار

«وَ الَّذِينَ تَبَوَّءُ الدَّارَ وَ الْاءِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَ لَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُواْ وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . ۱
تحدّثت النصوص الروائية عن خمسة وجوه بشأن نزول الآية التاسعة من سورة الحشر ، نعرض لها كما يلي :

الوجه الأوّل : إيثار الأنصار

يشير صدر الآية صراحة إلى أنّ الحديث فيها يدور حول إيثار الأنصار ، إذ إنّ المقصود من قوله : «وَ الَّذِينَ تَبَوَّءُ الدَّارَ وَ الْاءِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ» الذي جاء معطوفا على الآية التي سبقتها : «لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ...» ، هم مسلمو المدينة المنوّرة الذين يسمّون بالأنصار ، فهؤلاء هم الذين آثروا المهاجرين على أنفسهم في واقعة تقسيم الغنائم التي حصل عليها المسلمون من يهود بني النضير ، فنزلت الآية بحقّهم تُحسن الثناء عليهم كما جاء في الروايات 84 ـ 86 .

1.الحشر : ۹ .

الصفحه من 62