الاستئثار (تفصیلی) - الصفحه 6

عَلَيكُم فَيُفَضَّلُ غَيرُكُم في نَصيبِهِ مِنَ الفَيءِ. وَالاستِئثارُ : الاِنفِرادُ بِالشَّيءِ. ۱

الاستئثار في الحديث

لم ينحت الحديث الإسلامي مجالاً استعماليا جديدا لمفردة الاستئثار ، بل دأب على استعمالها في معناها اللغوي نفسه .
نعرض فيما يلي خلاصة مكثّفة وممنهجة للعناوين الأساسية التي ورد فيها الحديث عن هذا الموضوع الأخلاقي ذي البُعدين السياسي والاجتماعي ، ممّا جاء عن المعصومين عليهم السلام ، ويأتي ذكره تفصيلاً في الفصول الآتية :

1 . أنواع الاستئثار

ينقسم الاستئثار من منظور الأحاديث الإسلامية ، إلى قسمين :
أ ـ الاستئثار المحمود .
ب ـ الاستئثار المذموم .

أ ـ الاستئثار المحمود

هو عبارة عن الانفراد بالشيء على أساس الحقّ والحكمة ، كاستئثار اللّه سبحانه بعض العلوم لذاته ، على ما جاء في النصّ التالي المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام :
إنَّ لِلّهِ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ عِلمَينِ : عِلما أظهَرَ عَلَيهِ مَلائِكَتَهُ وأنبِياءَهُ ورُسُلَهُ ... وعِلما استَأثَرَ بِهِ . ۲
عن هذا الضرب من الاستئثار المحمود قال الإمام الصادق عليه السلام ، أيضا :
إنَّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ عَلى ثَلاثَةٍ وسَبعينَ حَرفا ، وإنَّما كانَ عِندَ آصِفَ مِنها حَرفٌ

1.النهاية : ج ۱ ص ۲۲ «أثر» .

2.الكافي : ج ۱ ص ۲۵۵ ح ۱ ، الاختصاص : ص ۳۱۳ ، بصائر الدرجات : ص ۳۹۴ ح ۱۰ كلّها عن سماعة ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۹۳ ح ۲۳.

الصفحه من 32