الاستئثار (تفصیلی) - الصفحه 7

واحدٌ ... ونَحنُ عِندَنا مِنَ الاِسمِ الأَعظَمِ اثنانِ وسَبعونَ ، وحرفٌ واحِدٌ عِندَ اللّهِ تَعالَى استَأثَرَ بِهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَهُ. ۱
كما يدخل في عداد الاستئثار الممدوح ما يخصّ به الإنسان نفسه أو ذويه وقرابته من أمواله الشخصية ، على ما مرّت إليه الإشارة في آداب الإيثار . ۲
على نحو عامّ يمكن الخروج بقاعدة كلّية تفيد بأ نّه كلّما كان اختصاص الإنسان نفسه أو ذويه خاضعا لمعيار الحقّ وقائما على أساس موازين الحكمة والعقل ، فإنّ مثل هذا الاستئثار يعدّ استئثارا محمودا .

ب ـ الاستئثار المذموم

هو عبارة عن اختصاص الإنسان نفسه وذويه وقرابته وانفراده باُمور تأتي مخالفة لموازين المنطق والعقل والفطرة ، وهذا الضرب من الاستئثار ينقسم بدوره إلى قسمين ، هما :
الأوّل : الاستئثار الذي لا يعدّ تجاوزا على حقوق الآخرين ، وإنّما يتمثّل في أنّه ممارسة مناهضة للإيثار كقيمة أخلاقية وحسب .
الثّاني : الاستئثار الذي يتخطّى حدود مناهضة الدائرة الأخلاقية ، ليمثّل بالإضافة إلى ذلك تجاوزا على حقوق الآخرين .
تتركّز أحاديث هذا القسم ورواياته على الاستئثار المذموم ، وإنّ أغلبها ينصبّ على النوع الثاني منه الذي يعني اختصاص النفس والقرابة المقترن بالتجاوز على حقوق الآخرين ، على هذا الضوء يتركّز ما سنذكره عن الاستئثار فيما بعد ، على الاستئثار المذموم ، وبخاصّة القسم الثاني منه .

1.الكافي : ج ۱ ص ۲۳۰ ح ۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۴۰۳ كلاهما عن جابر ، دلائل الإمامة : ص ۴۱۴ ح ۳۷۷ ، إثبات الوصيّة : ص ۲۵۴ نحوه وكلاهما عن النوفلي ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۱۱۳ ح ۵ .

2.راجع : ص ۱۰۹ (تقديم الأقرباء) وص ۱۳۱ (البدء بالعيال) .

الصفحه من 32