الإجاره (تفصیلی) - الصفحه 5

يعدّ قيمة إيجابية أيضا . لا ريب في أنّ التطواف في المحطّات المتألّقة التي احتضنها تاريخ الإجارة وهو يسجّل إجارة قمم إنسانية شاهقة تزخر بالشمم والكرامة كما في إجارة موسى عليه السلام نفسه وهو من الأنبياء اُولي العزم ، وإجارة خاتم النبييّن محمّد بن عبد اللّه صلى الله عليه و آله ، وكذلك خاتم الوصيّين الإمام عليّ عليه السلام ؛ لا ريب في أنّ التطواف في هذه المحطّات وتأمّلها عن كثب لأمر تربوي يحفل بالعظات الجليلة للجميع وخاصّة جيل الشباب ، يعلّمهم أنّ ممارسة أيّ عمل مشروع لتأمين متطلّبات الحياة وتوفير مستلزمات المعاش ليس عارا ، ومن ثَمّ لا معنى للصدّ عن مزاولة أيّ عمل مادام مشروعا ، بذريعة أنّه عار أو مذلّة .

3 . الاستقلال في العمل أفضل من الإجارة

إنّ المكاسب التي تتحقّق من العمل الحرّ تفوق ما يحصل عليه الإنسان من إجارة نفسه إلى الآخرين ، هذه باختصار هي الرسالة التي يحملها الفصل الثالث ، على هذا فإنّ انتخاب الإجارة وسلوك هذا السبيل لتأمين نفقات الحياة وتوفير متطلّبات المعاش ، إنّما يليق بمن يتعذّر عليه ممارسة الأعمال الحرّة ولا يستطيع الاستقلال بالعمل ، أو لمن اختار خدمة الآخرين بصفة وظيفة يؤدّيها ويتحمّل مسؤوليّتها ، وأمّا اُولئك الذين لا ينطبق على عملهم عنوان أداء المسؤولية ، ويملكون في الوقت ذاته القدرة على إنجاز مشاريع الأعمال الحرّة كالزراعة والتجارة وأضرابهما فبمقدورهم أن يحقّقوا مكاسب أكثر عن هذا الطريق ، ويوفّروا احتياجاتهم الاقتصادية على نحو أفضل . لذلك كلّه جاء عن الإمام الصادق عليه السلام ، في وصف الحالة :
مَن آجَرَ نَفسَهُ فَقَد حَظَرَ عَلى نَفسِهِ الرِّزقَ. ۱

4 . ميزان حلّية الإجارة وحرمتها

يسجّل المنظور الإسلامي على نحو عامّ حلّية كلّ عمل يكون في مصلحة الإنسان

1.راجع : ص ۲۰۵ ح ۱۳۵.

الصفحه من 28