الآخرة (تفصیلی) - الصفحه 26

لا تَنامُ ، والبَدَنَ يَموتُ وَالرّوحَ لا تَموتُ ۱ ، قالَ اللّهُ عز و جل : «وَ إِنَّ الدَّارَ الْاخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ»۲ .
وَالدُّنيا رَسمُ الآخِرَةِ وَالآخِرَةُ رَسمُ الدُّنيا ۳ ، ولَيسَ الدُّنيا الآخِرَةَ ولَا الآخِرَةُ الدُّنيا . إذا فارَقَ الرُّوحُ الجِسمَ يَرجِعُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما إلى ما مِنهُ بَدَأَ وما مِنهُ خُلِقَ ، وكَذلِكَ الجَنَّةُ وَالنّارُ فِي الدُّنيا مَوجودَةٌ وفِي الآخِرَةِ ؛ لِأَنَّ العَبدَ إذا ماتَ صارَ في دارٍ مِنَ الأَرضِ ؛ إمّا رَوضَةٍ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، وإمّا بُقعَةٍ مِن بِقاعِ النّارِ ، وروحُهُ إلى أحَدِ دارَينِ ؛ إمّا في دارِ نَعيمٍ مُقيمٍ لا يَموتُ فيها ، وإمّا في دارِ عَذابٍ أليمٍ لايَموتُ فيها ، وَالرَّسمُ لِمَن عَقَلَ مَوجودٌ واضِحٌ ، وقَد قالَ اللّهُ عز و جل : «كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينَ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْئلُنَّ يَوْمَـئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»۴ وعَنِ الكافِرينَ ، فَقالَ : إنَّهُم كانوا في شُغُلٍ عَن ذِكري ، وكانوا لا يَستَطيعونَ سَمعا ۵ ، ولَو عَلِمَ الإِنسانُ ما هُوَ فيهِ ماتَ خَوفا مِنَ المَوتِ ، ومَن نَجا فَبِفَضلِ اليَقينِ . ۶

1.في المصدر : «يموت» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.العنكبوت : ۶۴ .

3.الرسم : تمثيل الشيء ، يطلق على ما يقابل الحقيقة كقول الشاعر : «أرى ودّكم رسما وودّي حقيقة» ، والظاهر أنّ المراد أنّ الدنيا تمثيل الآخرة والآخرة تمثيل الدنيا ، فيكون مثل قوله سبحانه وتعالى : «وَ أُتُواْ بِهِ مُتَشَـبِهًا»(البقرة : ۲۵).

4.التكاثر : ۵ ـ ۸ .

5.إشارة إلى الآية : ۱۰۱ من سورة الكهف .

6.إرشاد القلوب : ص ۳۰۹ عن سلمان ، بحار الأنوار : ج ۳۰ ص ۷۲ ح ۱ .

الصفحه من 90