الآخرة (تفصیلی) - الصفحه 35

الأَرضَ بِساطا وتُرابَها فِراشا وماءَها طيبا ، وَالقُرآنَ شِعارا وَالدُّعاءَ دِثارا ۱ ، ثُمَّ قَرَضُوا الدُّنيا قَرضا عَلى مِنهاجِ المَسيحِ . ۲

۲۸۵.عنه عليه السلام :إنَّ عَلامَةَ الرّاغِبِ في ثَوابِ الآخِرَةِ ، زُهدُهُ في عاجِلِ زَهرَةِ الدُّنيا ، أما إنَّ زُهدَ الزّاهِدِ في هذِهِ الدُّنيا لا يَنقُصُهُ مِمّا قَسَمَ اللّهُ عز و جل لَهُ فيها وإن زَهِدَ ، وإنَّ حِرصَ الحَريصِ عَلى عاجِلِ زَهرَةِ الحَياةِ الدُّنيا لا يَزيدُهُ فيها وإن حَرَصَ ، فَالمَغبونُ مَن حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الآخِرَةِ . ۳

۲۸۶.عنه عليه السلام :إنَّ الآخِرَةَ لَها أهلٌ ظَلِفَت ۴ أنفُسُهُم عَن مُفاخَرَةِ أهلِ الدُّنيا ، لا يَتَنافَسونَ فِي الدُّنيا ولا يَفرَحونَ بِغَضارَتِها ۵ ولا يَحزَنونَ لِبُؤسِها . ۶

۲۸۷.الكافي عن عليّ بن عيسى رفعه :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : ... ياموسى ، أبناءُ الدُّنيا وأهلُها فِتَنٌ بَعضُهُم لِبَعضٍ ، فَكُلٌّ مُزَيَّنٌ لَهُ

1.الشِّعار : هو ما تحت الدثار من اللباس ؛ وهو ما يلي شعر الجسد . ومعنى «اتّخذوا القرآن شعارا» : اتّخذوه لكثرة ملازمته بالقراءة بمنزلة الشِّعار . و«الدعاء دثارا» أي سلاحا يقي البدن كالدثار (مجمع البحرين : ج ۲ ص۹۵۷ «شعر») .

2.نهج البلاغة : الحكمة ۱۰۴ ، الخصال : ص ۳۳۷ ح ۴۰ ، خصائص الأئمّة : ص ۹۷ ، الأماليللمفيد : ص ۱۳۳ ح ۱ نحوه وكلّها عن نوف البكالي ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۱۶ ح ۹ .

3.الكافي : ج ۲ ص ۱۲۹ ح ۶ عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام ، مشكاة الأنوار : ص ۲۰۶ ح ۵۵۴ عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۵۲ ح ۲۴ .

4.ظَلِفَت نفسي عن كذا : أي كَفَّت (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۹۹ «ظلف») .

5.غَضارةُ الدنيا : أي طيبها ولذّتها . يقال : إنّهم لفي غضارة من العيش : أي في خصب وخير (النهاية : ج ۳ ص۳۷۰ «غضر») .

6.الأمالي للصدوق : ص ۴۷۸ ح ۶۴۴ ، الأمالي للطوسي : ص ۴۳۵ ح ۹۷۴ وفيه «طلّقت» بدل «ظلفت» وكلاهما عن عبداللّه بن بكر [ بكران] المرادي عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۷۳ عن الإمام زين العابدين عنه عليهماالسلام ، مشكاة الأنوار : ص ۲۰۸ ح ۵۶۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۸۹ ح ۵۷ .

الصفحه من 90