أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ سوءا أغراهُ بِالدُّنيا وأنساهُ الآخِرَةَ ، وبَسَطَ لَهُ أمَلَهُ ، وعاقَهُ عَمّا فيهِ صَلاحُهُ . ۱
ب ـ كَثرَةُ المالِ
۳۶۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِحذَرُوا المالَ ، فَإِنَّهُ كانَ فيما مَضى رَجُلٌ قَد جَمَعَ مالاً ووَلَدا وأقبَلَ عَلى نَفسِهِ وعِيالِهِ وجَمَعَ لَهُم فَأَوعى ، فَأَتاهُ مَلَكُ المَوتِ فَقَرَعَ بابَهُ وهُوَ في زِيِّ مِسكينٍ ، فَخَرَجَ إلَيهِ الحُجّابُ فَقالَ لَهُم : اُدعوا إلَيَّ سَيِّدَكُم .
قالوا : أوَ يَخرُجُ سَيِّدُنا إلى مِثلِكَ! ودَفَعوهُ حَتّى نَحَّوهُ عَنِ البابِ .
ثُمَّ عادَ إلَيهِم في مِثلِ تِلكَ الهَيئَةِ ۲ ، وقالَ : اُدعوا إلَيَّ سَيِّدَكُم وأخبِروهُ أنّي مَلَكُ المَوتِ ، فَلَمّا سَمِعَ سَيِّدُهُم هذَا الكَلامَ قَعَدَ خائِفا فَرِقا ۳ ، وقالَ لِأَصحابِهِ : لينوا لَهُ فِي المَقالِ ، وقولوا لَهُ : لَعَلَّكَ تَطلُبُ غَيرَ سَيِّدِنا ، بارَكَ اللّهُ فيكَ !
قالَ لَهُم : لا ، ودَخَلَ عَلَيهِ وقالَ لَهُ : قُم فَأَوصِ ما كُنتَ موصِيا ؛ فَإِنّي قابِضٌ روحَكَ قَبلَ أن أخرُجَ . فَصاحَ أهلُهُ وبَكَوا .
فَقالَ : اِفتَحُوا الصَّناديقَ وَاكتُبوا (أكِبّوا) ما فيهِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَى المالِ يَسُبُّهُ ويَقولُ لَهُ : لَعَنَكَ اللّهُ يا مالُ ! أنسَيتَني ذِكرَ رَبّي وأغفَلتَني ۴ عَن أمرِ آخِرَتي حَتّى بَغَتَني من أمرِ اللّهِ ما قَد بَغَتَني؟! ۵
۳۶۶.الإمام الباقر عليه السلام :كانَ عَلى عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُؤمِنٌ فَقيرٌ شَديدُ الحاجَةِ مِن أهلِ
1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۶ ص ۱۵۳ ؛ بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۹۷ ح ۴۰۳ .
2.في المصدر : «الهيبة» ، والتصويب من بحار الأنوار .
3.الفَرَق : الخوف والفزع (النهاية : ج ۳ ص ۴۳۸ «فرق») .
4.في المصدر : «أغفلتي» ، والتصويب من بحار الأنوار .
5.عدّة الداعي : ص ۹۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۳ ص ۲۴ ح ۲۷ .