الآخرة (تفصیلی) - الصفحه 56

ج ـ الحِرصُ عَلَى الدُّنيا

۳۶۷.الإمام عليّ عليه السلام :النّاسُ فِي الدُّنيا عامِلانِ : عامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنيا لِلدُّنيا ، قَد شَغَلَتهُ دُنياهُ عَن آخِرَتِهِ ، يَخشى عَلى مَن يَخلُفُهُ الفَقرَ ، ويَأمَنُهُ عَلى نَفسِهِ ، فَيُفني عُمُرَهُ في مَنفَعَةِ غَيرِهِ ، وعامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنيا لِما بَعدَها ، فَجاءَهُ الَّذي لَهُ مِنَ الدُّنيا بِغَيرِ عَمَلٍ ، فَأَحرَزَ الحَظَّينِ مَعا ، ومَلَكَ الدّارَينِ جَميعا ، فَأَصبَحَ وَجيها عِندَ اللّهِ لا يَسأَلُ اللّهَ حاجَةً فَيَمنَعُهُ . ۱

۳۶۸.عنه عليه السلام :إيّاكَ أن تَغتَرَّ بِما تَرى مِن إخلادِ أهلِ الدُّنيا إلَيها ، وتَكالُبِهِم عَلَيها ؛ فَقَد نَبَّأَكَ اللّهُ عَنها ، ونَعَت هِيَ لَكَ عَن نَفسِها ، وتَكَشَّفَت لَكَ عَن مَساوِئِها ؛ فَإِنَّما أهلُها كِلابٌ عاوِيَةٌ ، وسِباعٌ ضارِيَةٌ ، يَهِرُّ بَعضُها عَلى بَعضٍ ، ويَأكُلُ عَزيزُها ذَليلَها ، ويَقهَرُ كَبيرُها صَغيرَها ، نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ ۲ ، واُخرى مُهمَلَةٌ ، قَد أضَلَّت عُقولَها ، ورَكِبَت مَجهولَها ، سُروحُ عاهَةٍ ۳ بِوادٍ وَعثٍ ۴ ، لَيسَ لَها راعٍ يُقيمُها ، ولا مُسيمٌ يُسيمُها ۵ ، سَلَكَت بِهِمُ الدُّنيا طَريقَ العَمى ، وأخَذَت بِأَبصارِهِم عَن مَنارِ الهُدى ، فَتاهوا في حَيرَتِها ، وغَرِقوا في نِعمَتِها ، وَاتَّخَذوها رَبّا ، فَلَعِبَت بِهِم ولَعِبوا بِها ، ونَسوا ما وَراءَها ، رُوَيدا يُسفِرُ الظَّلامُ كَأَن قَد وَرَدَتِ الأَظعانُ ، يوشِكُ مَن أسرَعَ أن يَلحَقَ . ۶

1.نهج البلاغة : الحكمة ۲۶۹ ، خصائص الأئمّة : ص ۹۸ ، نزهة الناظر : ص ۵۳ ح ۳۲ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۱۳۱ ح ۱۳۵ .

2.المعَقَّلَة : المشدودة (النهاية : ج ۳ ص ۲۸۱ «عقل») .

3.العاهَة : الآفة. وأعاهَ القَومُ : أصابَت ماشِيَتَهم العاهة (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۴۲ «عوه») .

4.الوَعْث : الرمل ، والمشي فيه يشتدّ على صاحبه ويشقّ (النهاية : ج ۵ ص ۲۰۶ «وعث») .

5.السائمة من الماشية : الراعية ؛ يقال : سامَت تَسُوم سَوْما ، وأسَمْتُها أنا (النهاية : ج ۲ ص ۴۲۶ «سوم») .

6.نهج البلاغة : الكتاب ۳۱ ، كشف المحجّة : ص ۲۲۹ عن عمر بن أبي المقدام عن الإمام الباقر عنه عليهماالسلام ،تحف العقول : ص ۷۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۲۲۴ ح ۲ .

الصفحه من 90