الادب (تفصیلی) - الصفحه 6

عن الإمام عليّ عليه السلام :
العَقلُ شَرعٌ مِن داخِلٍ ، وَالشَّرعُ عَقلٌ مِن خارِجٍ. ۱
فلو استطاع العقل أن يدرك الحقائق كما هي ، فإنّه يتوصّل دون شكّ إلى نفس النقطة التي وصل إليها الدين ، وعلى هذا الأساس قيل : «كلّ ما حكم به العقل حكم به الشّرع ، وكلّ ما حكم به الشّرع حكم به العقل» . ۲
وبهذه النظرة تتوحّد الآداب العقليّة والشرعيّة .
الثانية : إن السُّلوك الاجتماعيّ المغاير للشرع ليس له في الواقع قيمة أدبيّة ، إذ لو كان له قيمة أدبيّة فهو ـ كما أشرنا ـ لا يتعارض مع الشريعة ، فإضفاء صفة جماليّة على هذا اللّون من السلوك لا يعدو في الواقع أن يكون انحرافا نفسيّا ، والمبتلون بهذا السلوك هم ـ كما يقول القرآن الكريم ـ : «زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ»۳ .

ج ـ مطلق التّربية

قد ترد كلمة الأدب في النصوص الإسلاميّة بمعنى مطلق التربية ، وذلك حين توصف بصفة حسنة أو سيّئة مثل :
بِحُسنِ السِّياسَةِ يَكونُ الأَدَبُ الصّالِحُ. ۴
لا يَزالُ العَبدُ المُؤمِنُ يورِثُ أهلَ بَيتِهِ العِلمَ وَالأَدَبَ الصّالِحَ حَتّى يُدخِلَهُمُ الجَنَّةَ جَميعا ... ولا يَزالُ العَبدُ العاصي يورِثُ أهلَ بَيتِهِ الأدَبَ السَّيِّئَ حَتّى يُدخِلَهُمُ النّارَ جَميعا . ۵

1.موسوعة العقائد الإسلاميّة (المعرفة) : ج ۱ ص ۲۲۳ ح ۲۲۲ .

2.هذه وجهة نظر طبعا ، وللتعرّف على تفاصيل المسألة راجع : كتب اُصول الفقه، مبحث قاعدة الملازمة بين حكم العقل والشرع .

3.التوبة : ۳۷ .

4.راجع : ص ۴۹۳ ح ۹۸۳ .

5.. راجع : ص ۴۶۸ ح ۸۶۸ .

الصفحه من 76