الادب (تفصیلی) - الصفحه 9

نفسه ، وبعبارة اُخرى : في بعض الأحيان قد يلتزم الإنسان بالأدب خجلاً من الآخرين ورعايةً لحرمة اللّه وحرمة الناس ، ولكن في أحيانٍ اُخرى قد يلتزم بالأدب بدافع من إنسانيّته ورعاية لحرمة القيم الإنسانيّة . وفيما يروى عن عليّ عليه السلام أنّه يعتبر هذا النوع من الأدب أسمى مراتب التأدّب ؛ حيث يقول :
غايَةُ الأَدَبِ أن يَستَحِيَ الإِنسانُ مِن نَفسِهِ. ۱
ولعلّ هذا اللّون من الأدب هو الذي يشير عليه السلام إليه في قوله :
لَو أنّا لا نَرجو جَنَّةً ، ولا نَخشى نارا ولا ثَوابا ولا عِقابا ، لَكانَ يَنبَغي لَنا أن نَطلُبَ مَكارِمَ الأَخلاقِ ، فَإِنَّها تَدُلُّ عَلى سُبُلِ النَّجاحِ. ۲

3 . دور الأدب في حياة الإنسان

إنّ الأدب في منظور الأحاديث الإسلاميّة ذو معطيات وبركات وافرة في حياة الإنسان ؛ فالأدب رصيد التفتُّح العقلي ، وزينة الروح واللِّسان ، وشرافة الحسب والنسب ، وعامل لارتقاء جميع الفضائل الأخلاقيّة في الإنسان ۳ .
إنّ من تزيّن بحُلْية الأدب لم يلحقه نقص في النسب ، ويندر أن يرتكب ما لا يليق به . وبعبارة موجزة : المتأدّب في الحياة سعيد ، وفاقد الأدب شقيّ . وعلى حدّ تعبير أمير البيان :
مَا الإِنسانُ لَولَا الأَدَبُ إلّا بَهيمَةٌ مُهمَلَةٌ. ۴
على هذا الأساس يحتاج الإنسان في الحياة أكثر ما يحتاج إلى الأدب ، يقول

1.راجع : ص ۴۵۵ ح ۸۱۴ .

2.تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۲۰۲ ح ۱۳۷۵۰ عن كميل .

3.راجع : ص ۴۷۵ (آثار الأدب) .

4.راجع : ص ۴۵۹ ح ۸۳۱ .

الصفحه من 76