الأذان (تفصیلی) - الصفحه 33

بحث حول فصول الأذان

هل يتضمّن الأذان عدّة فصول؟ وهل فصل «الصّلاةُ خيرٌ مِنَ النَّوم» الذي يردّده أهل السنّة في أذان الصبح ، وكذلك «حَيَّ على خَيرِ العَمَل» ، والشهادة الثالثة التي يقولها أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام في الأذان والإقامة ، هل كان كلّ ذلك جزءا من الأذان ابتداءً ، أم أنّه اُضيف إليه بالتدريج وبمرور الزمان؟ للجواب عن هذه التساؤلات لابدّ من تقسيم البحث إلى عدّة محاور :

الأوّل : التّثويب في أذان الفجر

التثويب مشتقّ من الجذر «ثوب» ، وهو في اللغة يعني العود والرجوع ۱ . والتثويب في الأذان يعني معاودة الإعلام بعد الإعلام بجملة «الصّلاةُ خَيرٌ مِنَ النَّوم» ، والبحث يدور هنا حول : أكان هذا الفصل جزءا من أذان الصبح منذ عصر النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله ، أم أنّه زِيدَ عليه فيما بعد؟
إنّ الروايات الواردة في المصادر الحديثية لأهل السنّة في الإجابة على هذا التساؤل ، يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجاميع :
الاُولى : الروايات التي تُسنِد التثويب إلى تعليم النبيّ صلى الله عليه و آله ، ومنها ما رواه الحارث ابن عبيد ، عن محمّد بن عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال :

1.. معجم مقاييس اللغة : ج ۱ ص ۳۹۳ «ثوب» .

الصفحه من 80