الأذان (تفصیلی) - الصفحه 38

زيادةً على ما قدّمناه فإنّ هناك كلمات اُخرى تصرّح بأنّ مبدأ التثويب كان بأمر الخليفة الثاني أو تقريره ۱ ، لكن في روايةٍ عن أبي الحسن عليه السلام نسب فيها بداية التثويب إلى بني اُميّة ، قال عليه السلام :
الصَّلاةُ خَيرٌ مِنَ النَّومِ بِدعَةُ بَني اُمَيَّةَ ، ولَيسَ ذلِكَ مِن أصلِ الأَذانِ ، ولا بَأسَ إذا أرادَ الرَّجُلُ أَن يُنَبِّهُ النّاسَ لِلصَّلاةِ أن يُنادِيَ بِذلِكَ ، ولا تَجعَلَهُ مِن أصلِ الأَذانِ ، فَإِنّا لا نَراهُ أذانا . ۲
على أنّه يمكن الجمع بين هذه الرواية والروايات والأقوال الّتي نسبت مبدأ التثويب إلى عمر بن الخطّاب ، باعتبار أنّ التثويب أمر به عمر أو أقرّه في وسط الأذان أو بعده مدّةً من الزمن ، ثمّ بعد ذلك اعتبره بدعةً فتركه ، ويؤيّد ذلك ما تقدّم عن ابن جُريج . وفي زمان حكومة معاوية أصبح التثويب جزءا من أذان الصبح بشكل رسميّ ، ولا سيّما بعد رؤيا عبد اللّه بن زيد المتضمّنة للتثويب .
وممّا تقدّم يتّضح لنا لماذا لم يقبل فقهاء الشيعة ومحدّثوها بعض الروايات الّتي تُجيز التثويب ، والتي اعتبروها مطعونة من حيث صدورها أو دلالتها .

الثاني : الحيعلة في الأذان والإقامة

إنّ أتباع أهل البيت يعتبرون جملة «حَيَّ على خَيرِ العَمَل» جزءا من الأذان والإقامة ، وذلك على ضوء ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في كون جزئيّة الحيعلة تلقّاها الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله من الوحي الإلهيّ ، ويؤيّد ذلك بعض الروايات الواردة حول الأذان الأوّل لبلال في عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله في مصادر حديث أهل السنّة ۳ ، وهو أيضا

1.. راجع : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف : ص ۱۵۹ (كلمات الأعلام في التثويب) .

2.. الاُصول الستّة عشر : ص ۲۰۵ ح ۱۸۸ .

3.. راجع : المعجم الكبير : ج ۱ ص ۳۵۲ ح ۱۰۷۱ و كنز العمّال : ج ۸ ص ۳۴۲ ح ۲۳۱۷۴ .

الصفحه من 80