الأذان (تفصیلی) - الصفحه 39

مذهب بعض الصحابة والتابعين ۱ .
وهنا يُطرح سؤال مهم وهو : إذا كانت الحيعلة جزءا من الأذان والإقامة منذ فجر الإسلام ، وأنّ المسلمين كانوا يكرّرونها في الأذان على عهد الرسول صلى الله عليه و آله ، إذا من الّذي تصدّى لحذفها ، وماهو الباعث وراء ذلك؟
لقد ورد جواب هذا التساؤل في بعض روايات أهل البيت عليهم السلام ۲ وأخبار التّاريخ ۳ التي أكّدت أنّ «حيّ على خيرِ العمل» كانت جزءا من الأذان والإقامة في عصر النبيّ صلى الله عليه و آله وخلافة أبي بكر و بداية خلافة عمر ، ثمّ اقتضى اجتهاد عمر بن الخطّاب إلى حذفها من الأذان والإقامة ؛ مستدلّاً بكون هذه الجملة تُولي أهميّة قصوى للصلاة في حياة المسلمين ممّا يثير فيهم دواعي التخلّف عن الجهاد !
ومن البديهيّ أنّ هذا الاستدلال ليس له نصيب من الصحّة ، لأنّه فضلاً عن عدم صحّة الاجتهاد في مقابل النصّ ، فإنّه لو كان الاعتقاد بأنّ الصلاة خير العمل يؤدّي إلى إضعاف روح الجهاد عند المسلمين ، لَما جعلها الشارع المقدّس جزءا من الأذان والإقامة ، كما أنّ تجربة العصر النبويّ تنقض هذا الاستدلال من الأساس .
إنّ ممّا يجدر ذكره هنا ، هو أنّه جاء في بعض الروايات الواردة في فضل ذكر اللّه سبحانه ودوره في تكامل الإنسان ونجاته من سيّئات الدارين أنّه صلى الله عليه و آله قال :
لَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ تَعالى ، ولا أنجى لِعَبدٍ مِن كُلِّ سَيِّئَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ مِن ذِكرِ اللّهِ .

1.. راجع : المصنّف لعبد الرزّاق : ج ۱ ص ۴۶۰ ح ۱۷۸۶ وص ۴۶۴ ح ۱۷۹۷ والمصنّف لابن أبي شيبة : ج ۱ ص ۲۴۴ ح ۲ و ۳ والسنن الكبرى : ج ۱ ص ۶۲۴ ح ۱۹۹۱ وص ۶۲۵ ح ۱۹۹۲ ووسائل الشيعة : ج ۴ ص ۶۴۵ ح ۱۲ .

2.. راجع : دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۱۴۵ و وسائل الشيعة : ج ۴ ص ۶۴۷ ح ۱۶ .

3.. راجع : دلائل الصدق : ج ۳ (القسم الثاني) ، ص ۹۹ و الإيضاح : ص ۲۰۲ ـ ۲۰۴ .

الصفحه من 80