الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 13

وتُظهر الدراسات الميدانية أنّ الاضطراب النفسي وانعدام التوازن الروحي، يلعبان دوراً رئيساً في المفاسد الأخلاقية والاجتماعية. فنحن نلاحظ أنّ معظم الجرائم المريعة وحالات الانتحار تحدث بين العزّاب وعلى أيديهم . ۱
ولذلك، فإنّ تشكيل الأُسرة يمكن أن يكون له دور أساسي في الطمأنينة النفسية والبناء الأخلاقي والاجتماعي، وهذا هو سرّ تأكيد القرآن والأحاديث الإسلامية على تشكيل الأُسرة وتعزيزها والحؤولة دون انهيارها .
والآن علينا أن نحدّد الأُسرة الّتي يمكنها تأمين الطمأنينة في الحياة، وكيف يمكن تشكيل مثل هذه الأُسرة، وما هي موانع تشكيل الأُسرة الّتي تشيع فيها الطمأنينة؟ وما هو سبيل ترسيخ الأُسرة وزيادة الطمأنينة العائلية؟ وكيف يمكن الحيلولة دون ضعف وتداعي الأُسرة؟
وسنذكر فيما يلي نصّ إجابات القرآن والأحاديث الإسلامية على هذه الأسئلة . ۲

1.أظهرت الدراسات أنّ نسبة ارتكاب الجرائم وتنوّعها ومخاطرها عند اليافعين والشباب (قبل الزواج) تفوق الأعمار الأُخرى، ولذلك فإنّ علماء الاجتماع يرون أنّ مستوى الجريمة عند الشرائح الشابّة، هي مترسّخة إلى حدٍّ كبير. فجرائم من مثل الجرائم العنيفة والاعتداء بالعنف والإدمان، تبلغ أعلى الإحصائيات في هذه السنين (جامعه شناسي لكجروي: ص ۲۹۵ و ۳۰۷) . كما أنّه وعلى الرغم من أنّ نسبة الانتحار بين الكهول (۴۵ سنة فما فوق) تفوق الفئات العمرية الأُخرى، إلّا أنّه يتضح من خلال أخذ الملاحظات الإحصائية بنظر الاعتبار، أنّ نسبة الانتحار لدى الأشخاص العزب والوحيدين، تفوق المتزوجين بمرّات عديدة، وبالطبع فإنّ مستواها بين الفئة العمرية (۱۵ ـ ۲۴ سنة) آخذ بالتزايد. وتفيد الإحصائيات في إيران أنّ أكبر نسبة للانتحار كانت بين الفئة العمرية ۲۵ ـ ۳۰ سنة. ومن جهةٍ اُخرى، فإنّ الطلاق يرفع نسبة حالات الانتحار، والرجال الذين ينفصلون عن زوجاتهم، يعمدون إلى الانتحار أكثر من النساء المطلّقات، كما أنّ موت الشريك (الزوجة أو الزوج) يرفع هو الآخر من نسبة الانتحار (خودكشي، دوركيم: ص ۱۸۹ وما بعدها؛ تقرير لجنة عمل الانتحار في مؤتمر الإسلام والآفات الاجتماعية، لم ينشر لحدّ الآن).

2.كتب هذا التحليل على يد الفاضل الكريم الشيخ عبد الهادي المسعودي .

الصفحه من 255