الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 196

بل إنّ الرابطة العائلية تفتقر إلى المعنى الحقيقي من دون المحبّة والمودّة ، كما يقول الإمام علي عليه السلام :
صَديقُكَ أخوكَ لِأبيكَ واُمِّكَ ، وليسَ كُلُّ أخٍ لَكَ مِن أبيكَ واُمِّكَ صَديقُكَ! ۱
كما أنّ للمعتقدات الدينية والاعتقاد بقدسية الأُسرة ، دوراً بنّاءً ومصيرياً في الرابطة الأُسرية ؛ ذلك لأنّ الذين لا يحملون المعتقدات الدينية والذين لا يؤمنون بالقدسية المعنوية للأُسرة ولا يفكّرون إلّا في الظواهر المادّية للحياة ، لا يمكن الثقة بمحبّتهم والحياة معهم ، كما يقول عليه السلام :
وُدُّ أبناءِ الدُّنيا يَنقَطِعُ ، لِانقِطاعِ أسْبابِهِ . ۲
وله تعبير جميل آخر يقول فيه :
مَوَدَّةُ ذَوِي الدِّينِ بَطيئَةُ الانقِطاعِ ، دائِمَةُ الثَّباتِ والبَقاءِ . ۳
وقد ربط المدبّر الحكيم للعالم ، الزوجين برباط المحبّة بشكلٍ طبيعي بهدف تشكيل الأُسرة ، كما يقول تعالى :
«وَ مِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَ رَحْمَةً» . ۴
وعلى هذا ، فإنّ كلّ ما يؤدّي إلى إشاعة المحبّة في محيط الأُسرة وإضفاء القدسية عليها ، فإنّه يرسّخ هذا الكيان المقدّس ، وكلّ ما يقلّل من المودّة في الأُسرة وقدسيتها ، سيؤدّي إلى ضعفها وانهيارها .

1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۳۹۰ ح ۵۸۳۴ .

2.غرر الحكم : ج ۶ ص ۲۳۸ ح ۱۰۱۱۷ .

3.غرر الحكم : ج ۶ ص ۱۳۲ ح ۹۸۰۶ . وراجع : المحبّة في الكتاب و السنّة : القسم الأوّل / الفصل الثالث / ما يوجب بقاء المودّة .

4.الروم : ۲۱ .

الصفحه من 255