الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 59

دراسة حول مهر السنّة

يرى علماء الشيعة أنّ بإمكان الرجل والمرأة أن يتوافقا على مهر الزواج مهما كان مقداره ، دون أن يجعلوا له حدّا ؛ ولكن يجب أن تكون له قيمة مالية أو خدمية . وإلى جانب هذا الجواز الشرعي ، يوجد حكم أخلاقي استحبابي مؤكّد ، وهو أن يكون مقدار الصداق قليلاً قدر الإمكان ، بحيث يسهّل الزواج ولا يتحوّل المهر ـ الّذي هو علامة صدق الرجل ووفائه لرابطة الزواج المقدّسة ـ إلى وسيلة للتفاخر ، أو الالتزام الإجباري بمواصلة الحياة الزوجية .
ولذلك ، فقد قدّم أئمّة الدين توصيات متكرّرة بأن يرضى الرجال والنساء بنفس المهر الّذي جعله رسول اللّه صلى الله عليه و آله لزوجاته وبناته ، باعتباره أفضل قدوة . وقد نهى أئمّة الشيعة أتباعهم عن تعيين مهر يفوق ذلك المقدار . ورغم أنّ هذا النهي لا يدلّ على الحرمة ، إلّا أنّه يثبت كراهته .

ثبات مقدار مهر السنّة

ذكرت الروايات العديدة مهر زواج النبيّ صلى الله عليه و آله باعتباره السنّة الّتي وضعها في مسألة الزواج ، ولحسن الحظّ فإنّ هذه الروايات لدى الشيعة وأهل السنّة ذكرت مقداراً ثابتاً ومعيّناً للمهر ، ولا توجد سوى روايتين تختلفان عن النقول المستفيضة .

الصفحه من 255