الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 63

المهر ، إزالة موانع الزواج والترغيب في إقامة علاقة الزواج بين شباب الأُمّة الإسلامية ، إلّا أنّ هذا لا يعني أبداً عدم تحبيذ تبادل الهدية بين الزوجين أو أُسرتيهما ، وبإمكان كلّ من طرفي العلاقة أو أقاربهما أن يقدّم للطرف الآخر هدايا رخيصة الثمن أو مرتفعة ؛ من أجل ترسيخ الزواج أكثر .
وقد قدّم أئمّة ديننا إلى جانب العمل بالسنّة النبويّة في المهر والتأكيد على عدم تجاوزه ، هدايا نفيسة أحياناً إلى زوجاتهم ولم يسموّها المهر ، بل «النحلة (الهدية)» ۱
. وقد كانوا يقدّمون أحياناً هدايا على شكل مزارع ، بساتين وغيرها إلى بعض العوائل الحديثة التأسيس ، وكان هدفهم إغناءهم عن الاعتماد على الآخرين ۲ . وبالطبع فإنّ هذه النماذج ليست كثيرة في الروايات التاريخية ، بحيث يمكن اعتبار كلّ واحد مختصّاً بحالة خاصّة ومنبثقاً من جوّ ذلك الزواج وظرفه الخاصّ به . ومن الطريف أنّه لم يرد الحديث في أيٍّ من هذه الروايات عن وجود طلب مسبق من الفتاة أو أُسرتها لهذه الهدية أو أنّها ذات علاقة بالمهر (الصداق) .
وبشكلٍ عامّ ، فإنّ الروايات الكثيرة في مختلف الكتب الحديثية والفقهية لا تبقي مجالاً للشكّ في أنّ المهر القليل والخفيف مطلوب ، وأنّ الإسلام أوصى به ، ولكن هذا لا يمنع عن أن يقدّم المسلمون بعض الهدايا إلى أزواجهم أو أقربائهم المتزوّجين

1.جاء في روايةٍ زواج الإمام الجواد عليه السلام مع ابنة المأمون أنّه جعل المهر مهر السنّة ، كما أهدى مئة ألف درهم إلى زوجته كنحلة (كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۳ ص ۳۹۸) .

2.عقد الإمام الحسين عليه السلام بعد رفضه خطبة يزيد لأُمّ كلثوم بنت عبد اللّه بن جعفر على ابن عمّها القاسم بن محمّد بن جعفر ، ووهب لها مزرعته الخصبة في وادي العقيق؛ بهدف مواجهة عرض يزيد تقديم المساعدة المالية إلى هذه الأُسرة (راجع : تاريخ دمشق: ج ۵۷ ص ۲۴۵ ، الكامل للمبرَّد : ج ۳ ص ۱۱۲۹) .

الصفحه من 255