الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 78

ثُمَّ أمسَكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَابتَدَأ عَلِيٌّ عليه السلام فَقالَ :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي ألهَمَ بِفَواتِحِ عِلمِهِ النّاطِقينَ ، وأنارَ بِثَواقِبِ عَظَمَتِهِ قُلوبَ المُتَّقينِ ، وأوضَحَ بِدَلائِلِ أحكامِهِ طُرُقَ السّالِكينَ ، وأبهَجَ بِابنِ عَمِّي المُصطَفى العالَمينَ ، حَتّى عَلَت دَعوَتُهُ دَعوَةَ المُلحِدينَ ، وَاستَظهَرَت كَلِمَتُهُ عَلى بَواطِلِ المُبطِلينَ ، وجَعَلَهُ خاتَمَ النَّبِيّينَ ، وسَيِّدَ المُرسَلينَ ، فَبَلَّغَ رِسالَةَ رَبِّهِ ، وصَدَعَ بِأَمرِهِ ، وبَلَّغَ عَنِ اللّهِ آياتِهِ .
وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَ العِبادَ بِقُدرَتِهِ ، وأعَزَّهُم بِدينِهِ ، وأكرَمَهُم بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ورَحِمَ وكَرَّمَ ، وشَرَّفَ وعَظَّمَ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى نَعمائِهِ وأياديهِ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ شَهادَةَ إخلاصٍ تُرضيهِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ صَلاةً تُزلِفُهُ وتُحظيهِ .
وبَعدُ : فَإِنَّ النِّكاحَ مِمّا أمَرَ اللّهُ تَعالى بِهِ ، وأذِنَ فيهِ ، ومَجلِسُنا هذا مِمّا قَضاهُ ورَضِيَهُ ، وهذا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ رَسولُ اللّهِ زَوَّجَنِي ابنَتَهُ فاطِمَةَ ، عَلى صَداقِ أربَعِمِئَةِ دِرهَمٍ ودينارٍ ، وقَد رَضيتُ بِذلِكَ ، فَاسأَلوهُ وَاشهَدوا .
فَقالَ المُسلِمونَ : زَوَّجتَهُ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ المُسلِمونَ : بارَكَ اللّهُ لَهُما وعَلَيهِما ، وجَمَعَ شَملَهُما . ۱

۱۸۰۹.تاريخ دمشق عن أنس :بَينا أنا عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إذ غَشِيَهُ الوَحيُ ، فَلَمّا سُرِيَ عَنهُ قالَ : هَل تَدري ما جاءَ بِهِ جِبريلُ مِن عِندِ صاحِبِ العَرشِ ؟ قُلتُ : لا ، قالَ : إنَّ رَبّي أمَرَني أن اُزَوِّجَ فاطِمَةَ مِن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَانطَلِق فَادعُ لي أبا بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وطَلحَةَ وَالزُّبَيرَ وبِعَدَدِهِم مِنَ الأَنصارِ . فَانطَلَقتُ فَدَعَوتُهُم ، فَلَمّا أخَذُوا المَقاعِدَ ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله :

1.دلائل الإمامة : ص ۸۸ ح ۲۴ عن اللّيث عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج ۱۰۳ ص ۲۶۹ ح ۲۱ .

الصفحه من 255