الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 79

الحَمدُ للّهِِ المَحمودِ بِنِعَمِهِ ، المَعبودِ بِقُدرَتِهِ ، المُطاعِ بِلِسانِهِ ، المَرهوبِ مِن عَذابِهِ ، المَرغوبِ إلَيهِ فيما عِندَهُ ، النّافِذِ أمرُهُ في سَمائِهِ وأرضِهِ ، الَّذي خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهِ ، ومَيَّزَهُم بِأَحكامِهِ ، وأعَزَّهُم بِدينِهِ ، وكَرَّمَهُم بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ إنَّ اللّهَ جَعَلَ المُصاهَرَةَ نَسَبا لاحِقا وأمرا مَفتوحا ، وَشَّجَ ۱ بِهِ الأَرحامَ وألزَمَهَا الأَنامَ ، فَقالَ تَبارَكَ وتَعالى : «وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَ صِهْرًا وَ كَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا»۲ ، فَأَمرُ اللّهِ يَجري إلى قَضائِهِ ، وقَضاؤُهُ يَجري إلى قَدَرِهِ ، ولِكُلِّ قَضاءٍ قَدَرٌ ، ولِكُلِّ قَدَرٍ أجَلٌ ، ولِكُلِّ أجَلٍ كِتابٌ «يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»۳ . ثُمَّ إنَّ رَبّي أمَرَني أن اُزَوِّجَ فاطِمَةَ مِن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فاُشهِدُكُم أنّي قَد زَوَّجتُهُ إيّاها عَلى أربَعِمِئَةِ مِثقالِ فِضَّةٍ إن رَضِيَ بِذلِكَ عَلِيٌّ . وكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله قَد بَعَثَهُ في حاجَةٍ ، ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَعا بِطَبَقٍ فيه بُسرٌ فَوَضَعَهُ بَينَ أيدينا وقالَ : اِنتَهِبوا ، فَبَينا نَحنُ نَنتَهِبُ إذ أقبَلَ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وقالَ :
يا عَلِيُّ ، إنَّ اللّهَ أمَرَني أن اُزَوِّجَكَ فاطِمَةَ وقَد زَوَّجتُكَها عَلى أربَعِمِئَةِ مِثقالِ فِضَّةٍ إن رَضيتَ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : رَضيتُ يا رَسولَ اللّهِ . ثُمَّ خَرَّ للّهِِ ساجِدا ، فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ ، قالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : بارَكَ اللّهُ فيكُما وبارَكَ عَلَيكُما ، وأخرَجَ مِنكُمَا الكَثيرَ الطَّيِّبَ . ۴

1.وشَّجَ : أي خلط وألف (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۷ «وشج») .

2.الفرقان : ۵۴ .

3.الرعد : ۳۹ .

4.تاريخ دمشق : ج ۵۲ ص ۴۴۴ ح ۱۱۱۱۴ ، الأوائل لأبي هلال : ص ۷۹ ، المناقب للخوارزمي : ص ۳۳۶ ح ۳۵۷ ؛ روضة الواعظين : ص ۱۶۴ وليس فيه صدره إلى «المقاعد» ، كشف الغمّة : ج ۱ ص ۳۴۸ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۱۱۹ ح ۲۹ .

الصفحه من 255