الأرض (تفصیلی) - الصفحه 15

فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلَى الرّيحِ : أنتِ جُندِيَ الأَكبَرُ . ۱

۱۵۴۳.الكافي عن محمّد بن عَطيَّة:جاءَ رَجُلٌ إلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام مِن أهلِ الشّامِ مِن عُلَمائِهِم فَقالَ : يا أبا جَعفَرٍ ، جِئتُ أسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ قَد أعيَت عَلَيَّ أن أجِدَ أحَداً يُفَسِّرُها ! وقَد سَأَلتُ عَنها ثَلاثَةَ أصنافٍ مِنَ النّاسِ ، فَقالَ كُلُّ صِنفٍ مِنهُم شَيئاً غَيرَ الَّذي قالَ الصِّنفُ الآخَرُ !
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : ما ذاكَ؟
قالَ : فَإِنّي أسأَلُكَ عَن أوَّلِ ما خَلَقَ اللّهُ مِن خَلقِهِ ؛ فَإِنَّ بَعضَ مَن سَأَلتُهُ قالَ : القَدَرُ ، ۲ وقالَ بَعضُهُم : القَلَمُ ، وقالَ بَعضُهُم : الرّوحُ!
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : ما قالوا شَيئاً! اُخبِرُكَ أنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى كانَ ولا شَيءَ غَيرُهُ ، وكانَ عَزيزاً ولا أحَدَ كانَ قَبلَ عِزِّهِ ، وذلِكَ قَولُهُ : «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّايَصِفُونَ » ، ۳ وكانَ الخالِقُ قَبلَ المَخلوقِ ، ولَو كانَ أوَّلُ ما خَلَقَ مِن خَلقِهِ الشَّيءَ مِنَ الشَّيءِ إذاً لَم يَكُن لَهُ انقِطاعٌ أبَداً ، ولَم يَزَلِ اللّهُ إذاً ومَعَهُ شَيءٌ لَيسَ هُوَ يَتَقَدَّمُهُ ، ولكِنَّهُ كانَ إذ لا شَيءَ غَيرُهُ ، وخَلَقَ الشَّيءَ الَّذي جَميعُ الأَشياءِ مِنهُ وهُوَ الماءُ الَّذي خَلَقَ الأَشياءَ مِنهُ ، فَجَعَلَ نَسَبَ كُلِّ شَيءٍ إلَى الماءِ ، ولَم يَجعَل لِلماءِ نَسَباً يُضافُ إلَيهِ ، وخَلَقَ الرّيحَ مِنَ الماءِ ، ثُمَّ سَلَّطَ الرّيحَ عَلَى الماءِ ، فَشَقَّقَتِ الرّيحُ مَتنَ الماءِ حَتّى ثارَ مِنَ الماءِ زَبَدٌ عَلى قَدرِ ما شاءَ أن يَثورَ ، فَخَلَقَ مِن ذلِكَ الزَّبَدِ أرضاً بَيضاءَ نَقِيَّةً لَيسَ فيها صَدعٌ ۴ ولا ثَقبٌ ولا صُعودٌ ولا هُبوطٌ ولا شَجَرَةٌ ، ثُمَّ طَواها فَوَضَعَها فَوقَ الماءِ ، ثُمَّ خَلَقَ اللّهُ النّارَ مِنَ الماءِ ، فَشَقَّقَتِ النّارُ مَتنَ الماءِ حَتّى

1.الكافي: ج ۸ ص ۹۵ ح ۶۸ عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار: ج ۵۷ ص ۹۸ ح ۸۲.

2.في التوحيد: «القُدرة».

3.الصافّات: ۱۸۰.

4.الصَّدْع: الشَّقّ (الصحاح: ج ۳ ص ۱۲۴۱«صدع»).

الصفحه من 66