سِيرُواْ فِى الْأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْاخِرَةَ» تتضمّن دعوة إلى البحث والمطالعة عن كيفيّة أصل خلق الأرض ، إلى جانب كيفيّة خلق الموجودات الحيّة الَّتي عليها .
أما البحوث العلميّة حول كيفيّة خلق الأرض ، فقد انتهت إلى فرضيّات مختلفة ، ولم تثبت واحدة منها . غير أنّه لا ريب في أنّ التحوّلات الَّتي حصلت على الأرض منذ مبدأ نشوئها إلى حين تحقّق ظروف العيش عليها ، لا تتمّ دون تدخّل القوّة القادرة المستطيعة . وبناءً على ذلك فإنّ البحوث العلميّة في هذا الخصوص تعتبر درسا في معرفة الخالق إلى جانب كونها درسا في معرفة المعاد ، كما صرّح القرآن بذلك .
2 . رَتْق الأرض وفَتْقها
اعتبر القرآن الكريم رَتْقَ الأرض وفَتْقها أحد أدلّة التوحيد ، وفي ذلك يخاطب الكفّار بالقول :
«أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا» . ۱
قال الراغب في المفردات :
الرَّتق : الضمّ والالتحام ، خلقةً كان أم صنعةً . ۲
لذا يجب أن نعرف المراد من رَتق السماوات والأرض وفتقهما ، وكيف صار الرتق والفتق دليلاً على التوحيد؟
لقد تعدّدت آراء المفسّرين والباحثين وأقوالهم في بيان المقصود من الرتق والفتق ، ۳ ومنهم طنطاوي الذي اعتبر ذلك مطابقا لنظريّة انفصال الأرض عن
1.الأنبياء : ۳۰ .
2.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۴۱ «رتق» .
3.راجع : الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۴ ص ۲۷۸ و ۲۷۹ ، التفسير الأمثل : ج ۱۰ ص ۱۳۸ و ۱۳۹، زمين و آسمان و ستارگان از نظر قرآن (بالفارسيّة) : ص ۶۰ .