الأرض (تفصیلی) - الصفحه 27

ويقول الفيض الكاشاني رحمه الله حول خلق الأرض في مقطعين زمنيّين :
وفي هذا سرّ لا يدركه إلّا من له صفاء ذهن ونقاء سريرة . ۱
ولا ريب في أنّ جميع هذه الأقوال هي مجرّد احتمالات وافتراضات يعوزها الدليل القطعي من القرآن الكريم ، أو حديث أهل البيت ، أو البرهان العلميّ الحاسم .

3 . خَلْق الأرض في يوم الأحد والاثنين

تقدّم أنّ كلمة «يوم» في الآية التاسعة في سورة فُصِّلت «خَلَقَ الْأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ» لا يراد منها المعنى العرفيّ المتداول لهذه الكلمة ، لأنّ هذا المعنى متأخّر عن خلق الأرض ؛ وعلى ضوء ذلك كيف يمكن توجيه الروايات الَّتي تفيد أنّ خلق الأرض كان في يومين هما : الأحد والإثنين ۲ ؟
قال العلّامة المجلسي موجّها مثل تلك الروايات :
لا بعد في أنّ الحكمة الإلهيّة كانت اقتضت أن يقدّر للزمان المتقدّم على زمان الدنيا ، بل للزمان المتأخّر عن زمانها أيضا بأمثال ما قدّره لزمانها من السنين إلى الساعات ، لكن مع رعاية نوع مناسبة لهذه الأجزاء إلى المقدّر بها ، فكما أنّ المناسب لزمان الدنيا أن يكون كلّ يوم منه بقدر دورة للشمس ، يجوز أن يكون المناسب للزمان المتقدّم أن يكون كلّ يوم منه بقدر ألف سنة من زمان الدنيا ، وللزمان المتأخّر أن يكون مساويا لخمسين ألف سنة منه ، فيكون ما أخبرنا به في الآيتين الأُوليين حال الزمان المتقدّم ، وفي الثالثة حال الزمان المتأخّر . فلا بُعد فيما يلوح من بعض الإشارات المأثورة من أنّه تعالى كان قدّر للزمان المتقدّم أسابيع ؛ وسمّى الأوّل من أيّامها بالأحدوالثاني بالإثنين وهكذا إلى السبت ، وكذلك قدّر له شهورا تامّة كلّ منها ثلاثون يوما ؛ سمّى أوّلها بالمُحرَّم ، أو

1.تفسير الصافي : ج ۲ ص ۱۱۱۰ .

2.راجع : المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۴۸۹ ح ۳۶۸۳ .

الصفحه من 66