الأرض (تفصیلی) - الصفحه 28

رمضان ، على اختلاف الروايات في أوّل شهور السنة ، وثانيها بصفر أو شوّال ، وهكذا إلى ذي الحَجّة أو شعبان ، وعلى كلّ تقدير كان المجموع سنة كاملة موافقة لثلاثمئة وستّين يوما ، ثمّ جعل أيّام أسابيعنا وشهورنا موافقة لأيّام تلك الأسابيع والشهور في المبدأ والعدّة والتسمية ، وقد يساعد عليه ما في سورة التوبة من قوله تعالى : «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ»۱ ، فتستقيم بذلك أمثال ما روي أنّه تعالى خلق الأرض والسماء في يوم الأحد ، أو خلق الملائكة في يوم الجمعة ، فلا يتوجّه إشكال وجوب تأخّر أصل اليوم ـ فضلاً عن خصوص الأحد ـ عن خلق السماوات والأرض . ۲
غير أنّ العلّامة الطباطبائي يقول في تفسير الآية في معرض إشارته إلى روايةٍ مشابهة للرواية المتقدّمة برقم (1546) :
أقول : وروي ما يقرب منه عن ابن عبّاس وعبداللّه بن سلّام ، وعن عكرمة وغيره ، وقد ورد في بعض أخبار الشيعة ، وقوله : (قالوا : صدقتَ إنْ تممتَ) أي تممت كلامك في الخلق بأن تقول : إنّه تعالى فرغ من الخلق يوم السبت واستراح فيه .
والروايات لا تخلو من شيء :
أمّا أوّلاً : فمن جهة اشتمالها على تصديق اليهود ما ذكر فيها من ترتيب الخلق ، وهو مخالف لما ورد في أوّل سفر التكوين من التوراة مخالفة صريحة ، ففيها أنّه خلق النور والظلمة ـ النهار واللّيل ـ يوم الأحد ، وخلق السماء يوم الإثنين ، وخلق الأرض والبحار والنبات يوم الثلاثاء ، وخلق الشمس والقمر والنجوم يوم الأربعاء ، وخلق دوابّ البحر والطير يوم الخميس ، وخلق حيوان البرّ والإنسان يوم الجمعة ، وفرغ من الخلق يوم السبت واستراح فيه ، والقول بأنّ التوراة الحاضرة

1.التوبة : ۳۶ .

2.بحارالأنوار : ج ۵۷ ص ۲۱۸ .

الصفحه من 66