الأرض (تفصیلی) - الصفحه 4

الكرة الأرضيّة ، كقوله تعالى : «وَ الْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ» ، ۱ وأحيانا على قطعة محدودة ومعيّنة من الأرض ، كقوله تعالى : «يَاقَوْمِ ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ»۲ ، واستُعملت أحيانا اُخرى بمعنى عالم المادّة الذي يقابل عالم المعنى ، كما في قوله تعالى : «يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ»۳ و . . . .
لكنَّ الذي نريد بحثه في هذا القسم ، هو المعنى الأوّل للأرض الوارد في القرآن الكريم ؛ أي الكرة الأرضيّة الَّتي يعيش عليها البشر ، وهي تُعدّ من وجهة نظر القرآن والحديث واحدة من الدلالات الواضحة على معرفة اللّه سبحانه ، والَّتي أقسم بها بقوله : «وَالْأَرْضِ وَ مَا طَحَاهَا» . ۴
ولقد نبّه القرآن الكريم في أكثر من ثمانين موضعا على صور النظم والتدبير الحاكمة على الأرض ، ودعا أتباعه المؤمنين به إلى معرفة آفاق الأرض باعتبارها واحدة من الطرق البيّنة لمعرفة اللّه تعالى وإثبات التوحيد .
وتضمّن القرآن الكريم والحديث الشريف نقاطا مهمة في بيان عجائب خلق الأرض وكونها آية على قدرة خالقها جلّ وعلا وحكمته ، وفيما يلي توضيح مختصر لأربعة موارد منها :

1 . كونها معلّقة في الفضاء

إنّ النقطة الاُولى الَّتي تثير الانتباه حين التطلّع إلى الأرض ، هي كونها ملقاة في

1.الحِجر : ۱۹، ق : ۷ .

2.المائدة : ۲۱ .

3.السجدة : ۵ .

4.الشمس : ۶ وراجع : الطارق : ۱۲ .

الصفحه من 66