الأرض (تفصیلی) - الصفحه 64

مَنابِتُ العودِ اليَلَنجوجِ ۱ وضُروبٌ مِنَ الطّيبِ وَالعَقاقيرِ . ثُمَّ هُوَ بَعدُ مَركَبُ النّاسِ ومَحمِلٌ لِهذِهِ التِّجاراتِ الَّتي تُجلَبُ مِنَ البُلدانِ البَعيدَةِ ، كَمِثلِ ما يُجلَبُ مِنَ الصّينِ إلَى العِراقِ ، ومِنَ العِراقِ إلَى العِراقِ ۲ ، فَإنَّ هذِهِ التِّجاراتِ لَو لَم يَكُن لَها مَحمِلٌ إلّا عَلى الظَّهرِ لَبارَت وبَقِيَت في بُلدانِها وأيدي أهلِها ، لِأَنَّ أجرَ حَملِها كانَ يُجاوِزُ أثمانَها فَلا يَتَعَرَّضُ أحَدٌ لِحَملِها ، وكانَ يَجتَمِعُ في ذلِكَ أمرانِ : أحَدُهما فَقدُ أشياءَ كَثيرَةٍ تَعظُمُ الحاجَةُ إلَيها ، وَالآخَرُ : انِقطاعُ مَعاشِ مَن يَحمِلُها وَيَتَعَيَّشُ بِفَضلِها .
وهكَذَا الهَواءُ لَولا كَثرَتُهُ وسَعَتُهُ لَاختَنَقَ هذَا الأَنامُ مِنَ الدُّخانِ وَالبُخارِ الَّتي يَتَحَيَّرُ فيهِ ، ويَعجِزُ عَمّا يُحَوَّلُ إلَى السَّحابِ وَالضَّبابِ أوَّلاً أوَّلاً ، وقَد تَقَدَّمَ مِن صِفَتِهِ ما فيهِ كِفايَةٌ .
وَالنّارُ أيضاً كَذلِكَ ، فَإِنَّها لَو كانَت مَبثوثَةً كَالنَّسيمِ وَالماءِ كانَت تُحرِقُ العالَمَ . ۳

1.الألَنْجوج: هو العُود الذي يُتَبَخّر به؛ يقال: ألَنْجوج ويَلَنْجوج وألَنْجَج، كأنّه يَلَجّ في تضوّع رائحته وانتشارها (النهاية: ج ۱ ص ۶۲ «ألنجوج»).

2.وفي بعض النسخ : «ومن العراق إلى الصين» .

3.بحار الأنوار: ج ۶۰ ص ۸۶ ح ۱۱ نقلاً عن توحيد المفضّل .

الصفحه من 66