الأسوة (تفصیلی) - الصفحه 31

فَقالَ الرَّسولُ صلى الله عليه و آله : ألَيسَ لَكَ بي اُسوَةٌ! فَإِنّي ـ بِعِزَّةِ عَرشِ اللّهِ ـ لَو شِئتُ لَصارَت جِبالُ الأَرضِ لي ذَهَبا وفِضَّةً !
فَذَهَبَ ، ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، سَلِ اللّهَ تَعالى أن يُعطِيَني مالاً ، فَإِنّي اُؤَدّي حَقَّ اللّهِ ، واُؤَدّي حُقوقا ، وأصِلُ بِهِ الرَّحِمَ .
فَقالَ الرَّسولُ صلى الله عليه و آله : اللّهُمَّ أعطِ ثَعلَبَةَ . ۱

۲۳۴۷.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ لَهُ ـ :ولَقَد كانَ في رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كافٍ لَكَ فِي الاُسوَةِ ، ودَليلٌ لَكَ عَلى ذَمِّ الدُّنيا وعَيبِها ، وكَثرَةِ مَخازيها ومَساويها ؛ إذ قُبِضَت عَنهُ أطرافُها ، ووُطِّئَت لِغَيرِهِ أكنافُها ۲ ، وفُطِمَ عَن رَضاعِها ، وزُوِيَ ۳
عَن زَخارِفِها .
وإن شِئتَ ثَنَّيتُ بِموسى كَليمِ اللّهِ صلى الله عليه و سلم حَيثُ يَقولُ : «رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ»۴ ، وَاللّهِ ! ما سَأَلَهُ إلّا خُبزا يَأكُلُهُ ؛ لِأَنَّهُ كانَ يَأكُلُ بَقلَةَ الأَرضِ ، ولَقَد كانَت خُضرَةُ البَقلِ تُرى مِن شَفيفِ ۵ صِفاقِ ۶ بَطنِهِ ؛ لِهُزالِهِ وتَشَذُّبِ ۷ لَحمِهِ .
وإن شِئتَ ثَلَّثتُ بِداودَ صلى الله عليه و سلم صاحِبِ المَزاميرِ وقارِئِ أهلِ الجَنَّةِ ، فَلَقَد كانَ يَعمَلُ سَفائِفَ الخوصِ ۸ بِيَدِهِ ، ويَقولُ لِجُلَسائِهِ : أيُّكُم يَكفيني بَيعَها! ويَأكُلُ قُرصَ الشَّعيرِ

1.مستدرك الوسائل : ج ۱۳ ص ۲۵۶ ح ۱۵۲۸۹ نقلاً عن أبي الفتوح الرازي في تفسيره .

2.الكَنَف : الجانب والناحية (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۵ «كنف») .

3.زَوَيت الشيء عن فلان : أي نَحَّيته (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۶۴ «زوى») .

4.القصص: ۲۴.

5.ثوبٌ شَفيف : أي رقيق . شَفَّ يَشِفُّ شُفوفا فهو شِفٌّ : وهو الذي يُستَشَفّ ما وراءَه؛ أي يُبصَر (المصباح المنير : ص ۳۱۷ «شفف») .

6.الصِّفاق : الجِلد الأسفل تحتَ الجِلد الذي عليه الشَّعَر . أو جلد البطنِ كلِّه (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۵۴ «صفق») .

7.يقال : شُذِّبَ عن النخلة جريدُها ؛ أي قُطّع وفُرِّق (انظر : النهاية : ج ۲ ص ۴۵۳ «شذب») .

8.سَفَّ الخوصَ : نَسَجَه (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۵۲ «سفيف») .

الصفحه من 46