الأسوة (تفصیلی) - الصفحه 34

۲۳۴۸.عنه عليه السلامـ مِن كِتابٍ كَتَبَهُ إلى عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ ـ :ألا وإنَّ لِكُلِّ مَأمومٍ إماما يَقتَدي بِهِ ويَستَضيءُ بِنورِ عِلمِهِ ، ألا وإنَّ إمامَكُم قَدِ اكتَفى مِن دُنياهُ بِطِمرَيهِ ۱ ، ومِن طُعمِهِ بقُرصَيهِ ، ألا وإنَّكُم لا تَقدِرونَ عَلى ذلِكَ ولكِن أعينوني بِوَرَعٍ وَاجتِهادٍ ، وعِفَّةٍ وسَدادٍ ، فَوَاللّهِ ما كَنَزتُ مِن دُنياكُم تِبرا ۲ ، ولَا ادَّخَرتُ مِن غَنائِمِها وَفرا ۳ ، ولا أعدَدتُ لِبالي ثَوبي طِمرا ، ولاحُزتُ مِن أرضِها شِبرا ، ولا أخَذتُ مِنهُ إلّا كَقوتِ أتانٍ دَبِرَةٍ ۴ ، وَلَهِيَ في عَيني أوهى وأهوَنُ مِن عَفصَةٍ مَقِرَةٍ ۵ . . . أ أقنَعُ مِن نَفسي بِأَن يُقالَ : هذا أميرُ المُؤمِنينَ ، ولا اُشارِكُهُم في مَكارِهِ الدَّهرِ ، أو أكونَ اُسوَةً لَهُم في جُشوبَةِ العَيشِ! فَما خُلِقتُ لِيَشغَلَني أكلُ الطَّيِّباتِ ؛ كَالبَهيمَةِ المَربوطَةِ هَمُّها عَلَفُها ، أوِ المُرسَلَةِ شُغُلُها تَقَمُّمُها ۶ ، تَكتَرِشُ ۷ مِن أعلافِها وتَلهو عَمّا يُرادُ بِها ، أو اُترَكَ سُدىً ، أو اُهمَلَ عابِثا ، أو أجُرَّ حَبلَ الضَّلالَةِ ، أو أعتَسِفَ ۸ طَريقَ المَتاهَةِ ! ۹

1.الطِّمْر: الثوب الخَلَق (النهاية : ج ۳ ص ۱۳۸ «طمر») .

2.التِّبْر : هو الذهب والفضّة قبل أن يضرَبا دنانير ودراهم. وأكثر اختصاصه بالذهب (النهاية : ج ۱ ص ۱۷۹ «تبر») .

3.الوَفر: المال الكثير (النهاية : ج ۵ ص ۲۱۰ «وفر») .

4.الأتان : الحِمارَة. والدَّبَر : الجرح الذي يكون في ظهر الدابّة (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۶ «أتن» و ج ۴ ص ۲۷۴ «دبر») .

5.العَفْص : حمل شجرة البلّوط تحمل سنةً بلّوطا وسنةً عَفْصا. والمَقِر : المُرّ (لسان العرب : ج ۷ ص ۵۵ «عفص» و ج ۵ ص ۱۸۲ «مقر») .

6.قَمَّت الشاة من الأرض واقْتَمَّت : إذا أكلَت من المِقَمَّة . والمِقَمَّة : المِكنَسَة (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۱۵ «قمم») .

7.تكترش من أعلافها : أي تملأ كرشَها من العَلَف (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۶ ص ۲۸۸). والكرش ـ بالكسر وككتف ـ لكلّ مجترّ بمنزلة المعدة للإنسان (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۲۸۶ «كرش») .

8.عَسَفَ عن الطريق : مالَ وعَدَل ، كاعْتَسَفَ وتعسَّفَ . أو : خَبَطَه على غير هداية (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۷۵ «عسف») .

9.نهج البلاغة: الكتاب ۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۴۷۴ ح ۶۸۶ .

الصفحه من 46