الفِتنَةِ عِندَ طُلوعِ جَنينِها ، وظُهورِ كَمينِها ، وَانتِصابِ قُطبِها ، ومَدارِ رَحاها . تَبدَأُ في مَدارِجَ خَفِيَّةٍ ، وتَؤولُ إلى فَظاعَةٍ جَلِيَّةٍ . شِبابُها كَشِبابِ الغُلامِ ، وآثارُها كَآثارِ السِّلامِ ۱ . يَتَوارَثُهَا الظَّلَمَةُ بِالعُهودِ ، أوَّلُهُم قائِدٌ لِاخِرِهِم ، وآخِرُهُم مُقتَدٍ بِأَوَّلِهِم ، يَتَنافَسونَ في دُنيا دَنِيَّةٍ ، ويَتَكالَبونَ عَلى جيفَةٍ مُريحَةٍ ۲ ، وعَن قَليلٍ يَتَبَرَّأُ التّابِعُ مِنَ المَتبوعِ ، وَالقائِدُ مِنَ المَقودِ ، فَيَتَزايَلونَ ۳ بِالبَغضاءِ ، ويَتَلاعَنونَ عِندَ اللِّقاءِ . ۴
3 / 6
المُفسِدونَ
«وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَِخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ». ۵
3 / 7
المُجرِمونَ
الكتاب
«وَ مَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ». ۶
1.السِّلام: الحجارة (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۵۰ «سلم») .
2.يقال : أراحَ اللحمُ : أي أنتَنَ (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۵۸ «روح») .
3.المُزايَلَة : المفارَقَة . والتزايُل : التبايُن (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۲۰ «زيل») .
4.نهج البلاغة: الخطبة ۱۵۱.
5.الأعراف: ۱۴۲.
6.الشعراء: ۹۹ . قال العلّامة الطباطبائي في الميزان في تفسير القرآن (ج ۱۵ ص ۲۹۱) : قوله : «وَ مَا أَضَلَّنَا إِلَا الْمُجْرِمُونَ»الظاهر أنّ كلّاً من القائلين يريد بالمجرمين غيره من إمام ضلال اقتدى به في الدنيا ، وداعٍ دعاه إلى الشرك فاتّبعه ، وآباء مشركين قلّدهم فيه ، وخليل تشبّه به . والمجرمون على ما يستفاد من آيات القيامة هم الذين ثبت فيهم الإجرام وقضي عليهم بدخول النار ، قال تعالى : «وَ امْتَـزُواْ الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ »(يس: ۵۹) .
وقال الطبرسي في مجمع البيان (ج ۷ ص ۳۰۵) نقلاً عن الكلبي : أي إلّا أوّلونا الذين اقتدينا بهم . وكذا السيوطي في الدرّ المنثور (ج ۶ ص ۳۱۰) نقلاً عن السدّي .