الأسوة (تفصیلی) - الصفحه 6

وأيقَنَ فَأَحسَنَ ، وعُبِّرَ فَاعتَبَرَ ، وحُذِّرَ فَحَذِرَ ، وزُجِرَ فَازدَجَرَ ، وأجابَ فَأَنابَ ، وراجَعَ فَتابَ ، وَاقتَدى فَاحتَذى ۱ ، واُرِيَ فَرَأى ، فَأَسرَعَ طالِبا ونَجا هارِبا ، فَأَفادَ ذَخيرَةً وأطابَ سَريرَةً ، وعَمَّرَ مَعادا ، وَاستَظهَرَ زادا لِيَومِ رَحيلِهِ ووَجهِ سَبيلِهِ وحالِ حاجَتِهِ ومَوطِنِ فاقَتِهِ ، وقَدَّمَ أمامَهُ لِدارِ مُقامِهِ . ۲
ج ـ ذم الّذين لا يحتذون بسيرة الأنبياء وأوصيائهم ، من الّذين يركبون رؤوسهم ويضيّعون كفاءاتهم وقدراتهم . يقول أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الصدد :
فيا عَجَبا ـ وما لي لا أعجَبُ ـ مِن خَطَأِ هذِهِ الفِرَقِ عَلَى اختِلافِ حُجَجِها في دينِها ، لا يَقتَصّون ۳ أثَرَ نَبِيٍّ ، ولا يَقتَدونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ ، ولا يُؤمِنونَ بِغَيبٍ ، ولا يَعفونَ عَن عَيبٍ ، المَعروفُ فيهِم ما عَرَفوا ، وَالمُنكَرُ عِندَهُم ما أنكَروا ، وكُلُّ امرِىً?مِنهُم إمامُ نَفسِهِ ، آخِذٌ مِنها فيما يَرى بِعُرىً وَثيقاتٍ ، وأسبابٍ مُحكَماتٍ . ۴
د ـ ذمّ الّذين يدّعون الاقتداء بالاُسوة الحسنة ، لكنّهم لا يلتزمون بذلك في العمل ، يقول الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام :
ألا وإنَّ أبغَضَ النّاسِ إلَى اللّهِ مَن يَقتَدي بِسُنَّةِ إمامٍ ولا يَقتَدي بِأَعمالِهِ . ۵
ه ـ ذمّ الانتقائيّين الّذين يتأسّون ببعض المظاهر السلبيّة في سلوك أهل الإيمان ، لكنّهم لا يتأسّون بالجانب الإيجابيّ الصالح من سلوكهم ، كما جاء في الحديث

1.حَذا حَذْوه : فعل فعله . يقال : فلان يحتذي على مثال فلان : إذا اقتدى به في أمره (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۷۰ «حذا») .

2.نهج البلاغة: الخطبة ۸۳ ، تحف العقول: ص ۲۱۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۴۸ ح ۶۷ .

3.القَصّ : تَتَبُّع الأثر ، يقال : قَصَّ الأثرَ واقتصّه؛ إذا تَتَبّعَه (النهاية : ج ۴ ص ۷۲ «قصص») .

4.الكافي: ج ۸ ص ۶۴ ح ۲۲ ، الإرشاد : ج ۱ ص ۲۹۲ كلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، نهج البلاغة: الخطبة ۸۸ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۲۲ ح ۲۴ .

5.الكافي: ج ۸ ص ۲۳۴ ح ۳۱۲ ، الخصال : ص ۱۸ ح ۶۲ كلاهما عن أبي حمزة الثمالي ، تحف العقول : ص ۲۸۰ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۲۰۷ ح ۴ .

الصفحه من 46