سَأَلتُ في طَوائِفَ مِنهُمُ المُؤاساةَ وَالمَعونَةَ فَسَبَقَت إلَيَّ ألسِنَتُهُم بِالنَّكَدِ ۱ ، فَمُرهُم يا أميرَ المُؤمِنينَ بِمَعونَتي ، وحُثَّهُم عَلى مُؤاساتي .
فَقالَ : أينَ هُم؟ فَقالَ : هؤُلاءِ فَريقٌ مِنهُم حَيثُ تَرى .
قالَ : فَنَصَّ ۲ راحِلَتَهُ فَادَّلَفَت ۳ كَأَنَّها ظَليمٌ ۴ ، فَادَّلَفَ بَعضُ أصحابِهِ في طَلَبِها فَلَأيا بِلَأيٍ ۵ ما لُحِقَت ، فَانتَهى إلَى القَومِ فَسَلَّمَ عَلَيهِم وسَأَلَهُم ما يَمنَعُهُم مِن مُؤاساةِ صاحِبِهِم ، فَشَكَوهُ وشَكاهُم .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : وَصَلَ امرُؤٌ عَشيرَتَهُ ، فَإِنَّهُم أولى بِبِرِّهِ وذاتِ يَدِهِ ، ووَصَلَتِ العَشيرَةُ أخاها إن عَثَرَ به دَهرٌ وأدبَرَت عَنهُ دُنيا ، فَإِنَّ المُتَواصِلينَ المُتَباذِلينَ مَأجورونَ ، وإنَّ المُتَقاطِعينَ المُتَدابِرينَ مَوزورونَ .
قالَ : ثُمَّ بَعَثَ راحِلَتَهُ وقالَ : حَل ۶ . ۷
۲۳۸۵.مصادقة الإخوان عن الوصّافي عن الإمام الباقر عليه السلام ، قالَ :قالَ لي : يا أبا إسماعيلَ ، أ رَأَيتَ مَن قِبَلَكُم إذا كانَ الرَّجُلُ لَيسَ لَهُ رِداءٌ وعِندَ بَعضِ إخوانِهِ فَضلُ رِداءٍ يَطرَحُ عَلَيهِ حَتّى يُصيبَ رِداءً ؟ قالَ : قُلتُ : لا .
قالَ : فَإِذا كانَ لَيسَ عِندَهُ إزارٌ يوصِلُ إلَيهِ بَعضُ إخوانِهِ بِفَضلِ إزارٍ حَتّى يُصيبَ إزارا ؟ قالَ : قُلتُ : لا .
1.النَّكَد : الشُّؤم واللُّؤم ، وكلّ شيء جَرَّ على صاحبه شرّا فهو نَكَد (المحيط في اللغة : ج ۶ ص ۲۱۴ «نكد») .
2.النَّصّ : التحريك حتّى يستخرج أقصى سير الناقة (النهاية : ج ۵ ص ۶۴ «نصص») .
3.الدَّلْف : التقدّم (لسان العرب : ج ۹ ص ۱۰۶ «دلف») .
4.الظَّليم : الذَّكَر من النعام (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۸ «ظلم») .
5.الَّلأْيُ : المشقّة والجُهد (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۳۷ «لأى») .
6.حَلْ : زجر للناقة إذا حَثَثتها على السير (النهاية : ج ۱ ص ۴۳۳ «حلل») .
7.الكافي: ج ۲ ص ۱۵۳ ح ۱۸ عن جابر ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۱۳۲ ح ۱۰۶ .