اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 114

إرشادها التشريعيّ ـ تؤثّر في التكامل المعنويّ للإنسان تكوينيّا أيضا .
لقد أَطلق القرآن الكريم كلمة الإمام على مَن له درجات القرب ، وكان أَميرا لقافلة أَهل الولاية ، وحافظا لارتباط الإنسانية بهذه الحقيقة ، فالإمام هو الّذي اصطفاه اللّه سبحانه للسير بصراط الولاية قُدما ، وهو الّذي أَمسك بزمام الهداية المعنوية ، وعندما تشعُّ الولاية في قلوب العباد فإنّها أَشعة وخطوط ضوئيّة من منبع النور الّذي عنده ، والمواهب المتفرّقة روافد متّصلة ببحره اللامتناهي . ۱
يقول العلّامة الطباطبائيّ ـ رضوان اللّه عليه ـ بهذا الشأن :
وبالجمله فالإمام هادٍ يهدي بأَمر ملكوتيّ يصاحبه ، فالإمامة بحسب الباطن نحوُ ولاية للنَّاس في أَعمالهم ، وهدايتها إيصالها إيّاهم إلى المطلوب بأَمر اللّه ، دون مجرّد إراءة الطريق الّذي هو شَأن النبيّ والرسول ، وكلّ مؤمن يهدي إلى اللّه سبحانه بالنصح والموعظة الحسنة . ۲
بكلام آخر : إنّ الهداية الباطنيّة النورانيّة الّتي تتهيّأ للإنسان إثر قيامه بالواجبات الإلهيّة تُفاض عليه بواسطة الإنسان الكامل والإمام ، ۳ من هنا ، لا تفعل الأعمال الصالحة في تكامل الإنسان فعلها بلاصلة معنويّة به ، ولهذا عُدّت ولاية أهل البيت شرطا لقبول الأعمال ، كما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّا ، لَو أَنَّ رَجُلاً لَقِيَ اللّهَ بِعَمَلِ سَبعينَ نَبِيّا ثُمَّ لَم يَأتِ بِوِلايَةِ أُولِي الأَمرِ مِنّا أهلَ البَيتِ، ما قَبِلَ اللّهُ مِنهُ صَرفا ولا عَدلاً . ۴
ونقرأ في الزيارة الجامعة المرويّة عن الإمام الهادي عليه السلام :

1.خلافت وولايت (بالفارسية) : ص ۳۸۰ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۲۷۲ .

3.لمزيد التوضيح راجع : القيادة في الإسلام ، محمّد الريشهري : ص ۷۳ (القيادة الباطنيّة) .

4.الأمالي للمفيد : ص ۱۱۵ ح ۸ عن مرازم عن الإمام الصادق عليه السلام .

الصفحه من 247